أرياحُ نجدٍ تممي إلهابا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرياحُ نجدٍ تممي إلهابا | و تقطعي طرقَ الحجازِ ذهابا |
و صلى مسيركِ بالأصائلِ والضحى | لتعودَ روحُ العطفِ منكِ إيابا |
فعساكِ أنْ تصلي بلادَ محمدٍ | مجدي رياضاً بالوفودِ رحابا |
حيثُ المظللُ بالغمامة ِ والذي | ملأَ الزمانَ هداية ً وصوابا |
لمى بهِ وقفي قبالة َ وجههِ | و استأذنيهِ وبلغيهِ خطابا |
منْ عبدهِ عبدِ الرحيمِ فإنهُ | منْ أمِّ ملدمَ قدْ أذيقَ عذابا |
نفختْ عليهِ بحرِّ نارِ جهنمٍ | و أذابتِ الجسمَ الضعيفَ فذابا |
حتى إذا لمْ تبقِ منْ أعضائهِ | إلا عظاماً قدْ وهتْ وإهابا |
نادكَ مرتجياً بجاهكَ عطفة ً | يا خيرَ منْ سمعَ الندا فأجابا |
يا صاحبَ الجاهِ العريضِ لمثلها | أحسنتُ ظني في الزمانِ فخابا |
قمْ بي وَ بالمرضى فجودكَ عارضٌ | ما زالتِ المرضى إليهِ عيابا |
فلقدْ جعلتكَ في الخطوبِ وسيلتي | إنْ نابني زمنٌ قرعتُ البابا |
قلْ أنتَ في الدارينِ منا لا تخفْ | منْ بعدها يا صاحبَ النيابا |
أنتَ الذي نرجو الجنانَ بجاههِ | و نجاورُ الولدانَ والأترابا |
مني السلامُ على المقيمِ بطيبة ٍ | منْ طابَ منْ خبثِ العيوبِ فطابا |
و حمى َ حمى َ الإسلامِ واتبعَ الهدى | و تجنبَ الأزلامَ والأنصابا |
و دعا إلى الدينِ الحنيفِ بسيفهِ | فغدتْ رؤوسُ المشركينَ جوابا |
منْ بعدِ ما جحدوا جلالة َ قدره | سفهاً وقالوا ساحراً كذابا |
فسلِ المشاهدَ والثغورَ منْ الذي | هزمَ الجيوشَ وشتتَ الأحزابا |
و منِ الذي طمسَ الضلالَ بسيفهِ | و أعادَ عامرها المنيعَ خرابا |
يا أكرمَ الكرماءَ يا أعلى الورى | شرفاً وأمنعَ ذروة ً وجنابا |
أنا عبدكَ الجاني حججتُ ولمْ أزرْ | و لئنْ عتبتَ فما أطيقُ عتابا |
و لئنْصفحتَفشيمة ًنبوية ً | شملتْ على عبدٍ أساءَ فتابا |
لمْ ألفِ غيركَ منْ ألوذُ بهِ إذا | مكرَ الزمانُ وقطعَ الأسبابَ |
فاخفضْ جناحكَ لي وكنْ يدَ نصرتي | و لمنْ يليني نسبة ً وصحابا |
و عليكَ صلى اللهُ يا علمَ الهدى | ما أرفضُ مسجمُ الغمامِ وصابا |
و على صحابتكَ الذينَ تشرفوا | و سموا على شهبِ السما أحسابا |