بدا وقامته تختال بالتيه
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بدا وقامته تختال بالتيه | فأيّ شمس على رمح تحاكيه |
وقمت أذكره بالظبي ملتفتاً | فقال لي طرفه من غير تشبيه |
أغنّ يبعد مشتاقاً ويرشقه | باللحظ فهو على الحالين يرميه |
ماللذي فتنت قلبي محاسنه | أضحى يعذّب روحي وهي تفديه |
و ما لعاذل قلبي في محبته | تعبان يدخل فيما ليس يعنيه |
ألفاظه الريح لكن في الحشا لهب | وربما كان مرّ الريح يذكيه |
و القلب قد أشكر الله الحبيب به | فما الملام على حال بمخليه |
لا يختشي بيت قلبي غزوَ لا ئمه | فإن للبيت رباً سوف يحميه |
يا ثاني العطف من تيه ومن غضب | حتى كأني قلت الغصن ثانيه |
خفض قلاك وعللني بوعد لقا | وخلّ عمريَ يقضى في تقاضيه |
و ابعث خيالاً تراني منه في جدل | فالروح تثبته والجسم ينفيه |
هيهات طال سهادي في هواك فلا | طيف أراه ولا سقم أواريه |
أحيي الليالي تسهادا فيالفتى | يميته الليل حزناً وهو يحييه |
لو كان لليل سلطان كما زعموا | لكان ينصف جفني من تشكيه |
سقياً لوصلك والأيام عاطفة | ترد دمع المعنى من مآقيه |
و صل تكنف روحي بعد ما جهدت | كما تكنّف دين الله محييه |
حامي حمى الملك بالأقلام مشرعة | على المنى والمنايا حول واديه |
لو ألقيت كعصا موسى على حجر | تفجّر الماء من أقصى نواحيه |
جاءت بيحيى معاليه مبشرة | فصدّقت يده بشرى معاليه |
يد بأصل نداها فرع كل ندى | كالبحر ناقلة عنه سواقيه |
سارت وراء خباها السحب وادعة | لا تأخذ الماء الا من مجاريه |
يا محسن الظن هذا نحو أنعمه | بمفرد الفضل قد نادى مناديه |
يمم مغانيه بالقصد محتكماً | إن الغنى اشتق فينا من مغانيه |
ذاك الذي يستمد النيل أنعمه | فما الأصابع الا من أياديه |
حوت كنانة سهما من براعته | لا تعرف اليمن الا حين تحويه |
بكف زاكي السجايا ان برى قلماً | يكاد ينطق تمجيدا لباريه |
ذو السؤدد المحض لا طود يجاذبه | ثوب الوقار ولا نجم يساميه |
ماضي شبا العزم كم حال به علقت | تعلّق الحال من فعل بماضيه |
في بيت فضل على الجوزاء مرتفع | تعنو القصائد عن أدنى مبانيه |
لم ندر ما فيه من وصف فنحصره | وصاحب البيت أدرى بالذي فيه |
بيت ليحيى من الفاروق متصل | بخٍ لماضيه من بيت وباقيه |
قل للذي نهضت للمجد همته | ضاهي السماك ويحيى لا يضاهيه |
ان السيادة قد نضت سوالفها | لواحد العصر يصبيها وتصبيه |
مقسم الدين والدنيا على شيم | قد أتعبت في المعالي من يجاريه |
أيامه للعلى والمجد قائمة | وللعفاف وللتقوى لياليه |
ما زال يعمل آراء وأدعية | حتى استوى الملك في أعلى صياصيه |
و استوثق العدل في الدنيا فليس بها | جانٍ سوى راتع في الروض يجنيه |
يا من له الفضل باديه وحاضره | ومن له القصد دانيه وقاصيه |
دين الرجا قد تناهت لي مطالبه | على الزمان ولكن أنت قاضيه |
أدعوك دعوة شاكي الحال معتقد | أن ليس غيرك بعد الله يشكيه |
ان لم تراع برأي منك مقصده | يا ابن السراة فقل لي من تراعيه |
في نظرة منك تأميلي ومفترجي | ولفظة منك تنويلي وتنو يهي |
أقول والدمع قد سارت ركائبه | الى حماك وقد طافت أمانيه |
هذا نباتي لفظ يشتكي عطشاً | لعل أفقك بالأنواء يسقيه |
نعم وهذا مقال داثر فعسى | يا من له قلم الانشاء تنشيه |