أمنزل ذات الخال حييت منزلا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أمنزل ذات الخال حييت منزلا | وان كان قلبي فيك بالوجد مبتلى |
لك الله قلباً لا يزال مقيداً | بشجوٍ ودمعاً لا يزال مسلسلا |
يعبر عن سر الهوى وأضيعه | فيا لك دمعاً معرباً راح مهملا |
كفى حزناً أن لا أراقب لمحة | ولا أنظر اللذات الا تخيّلا |
ولا أستزير الطيف خوف فراقه | لما ذقت من طعم التفرق أولا |
وأقسم لو جاد الخيال بزورة ٍ | لصادف باب الجفن بالفتح مقفلا |
وأغيد قد أضنى العواذل أمره | فقل في أسى أضنى محباً وعذّلا |
غرير رنت أجفانه ووصفنه | فراح كلانا في الورى متغزلا |
اذا شئت أن أشدو بأوصاف ثغره | بدأت ببسم الله في النظم أولا |
حذار عوادي القتل من سيف طرفه | فما كسر الاجفان الا ليقتلا |
بليت به ساجي اللحاظ كليلها | وما زال تعذيب الكليلة أطولا |
اذا ما بدا أو ماس أو صان أورنا | فما البدر والخطيّ والليث والطلا |
وقالوا أتحكيه الغزالة في الضحى | فقلت ولا لحظ الغزالة في الفلا |
فلا تنكرا منه حلاوة لحظه | فذاك أراه بالنعاس معسلا |
ولا تعجبا من ردفه وثباته | فلولا وشاحا عطفه لتهيلا |
غدا البدر أن يحكي سناه وانما | رأى مللا من خلقه فتنقلا |
وماثل ريق النحل لذة ريقه | فقال اللمى ما أخجل المتنحلا |
تبارك من جلى صحائف أوجهٍ | وأوضح آيات الثغور ورتلا |
و شيد للملك المؤيد رتبة | من المجد تملي المادح المتوسلا |
مليك رقى قبل الصبا كاهل العلى | فكيف وقد أبصرته متكهلا |
كريم الثنا نال الكواكب قاعداً | وجاوزغايات العلى متمهلا |
تخاف الغوادي من نداه كسادها | وما نفحت كفاه الا لتفعلا |
يقولون أعدى باليمين يساره | فجادت فمن أعدى الذي جاد أولا |
و من في المعالي قد تقدم ورده | أجل انها عادات آبائه الاولى |
ملوك اذا قام الزمان لمفخر | غدا بليالي ملكهم متجملا |
كرام ثووا ثم استقل حديثهم | فأحزن في عرض البلاد وأسهلا |
أناملهم تحت الثرى ربع مائه | وأقدامهم يكفيه أن يتزلزلا |
رقوا ما رقوا من سؤدد ثم قوضوا | فزاد على ما أنهجوه من العلا |
هنيئاً لدست الملك بدراً وغرة | اذا انهلّ في يوم الندى وتهللا |
دع الغيث سار البرق والطود راسياً | ويممه ان راع الزمان وأمحلا |
لراحة اسماعيل أصدق موعداً | وساحته الفتحاء أمنع مقفلا |
هنالك تلقى أنعماً تترك الثرى | يراد وعزماً يترك الماء يصطلى |
و أصيد من نسل الملوك اذا انتدى | رأيت معماً في السيادة مخولا |
أخا كرم تبغي العواذل عطفه | فتلقاه أندى ما يكون معذلا |
دنا رفده قيد الوريد وانما | ترفع حتى خاطب النجم أسفلا |
فداه كرام العالمين فإنه | أبرهم مالاً وأشرف موئلا |
اذا فاخر الانداد جاء فخاره | بهذا الثنا يستوقف المتأملا |
و بالعلم وضاح الهدى متألقاً | وبالحلم فيّاح الجنا متهدلا |
و بالمنطق الأزكى أسد محرراً | وبالسؤدد الأجلى أغرَّ محجّلا |
و بالزهد موصول القيام كأنما | يغازل طرفاً من دجى الليل أكحلا |
وبالبأس سل عنه الصوارم في الوغى | وكانت مواضي البيض أفصح مقولا |
و ما هي الاهمة ملكية | قضى عزمها فرض العلى وتنفلآّ |
يخص سجاياها الوفا وهو مسلم | وكان يهودياً يخصّ السموألا |
و يغني عن الأمداح مشهور فضلها | وماالصبح محتاج الى الوصف والحلى |
و ما الشمس في أفق السماء منيرة | تخال بها من ضحوة الغيظ أفكلا |
بأوضح للأبصار من مجده الذي | توقد حتى لم تجد متوقلا |
ثنى رجله فوق النجوم ولو علت | وطالت ثنى باعيه أعلى وأطولا |
و ما روضة خاطت بها إبرة الحيا | من الودق ثوباً علق الوشي مسبلا |
بأعبق من أوصافه الغرّ نفحة | وابرع من ألفاظه الزهر مجتلى |
أوابد قد أعيي امرء القيس قبلنا | سنا نجمها الهادي فمات مضللا |
له راحة ضمت يراعاً ومرهفاً | كأنهما زاداه بالمكث أنملا |
يراعاً اذا مدته يمناه بالندى | رأيت عباب البحر قد مدَّ جدولا |
وسيفاً كأن القين سوَّاه جذوة | فلو لم يعاهد بالطلا لتأكلا |
مبيد لو أن المرء ضاعف درعه | ومثله في نفسه لتجدَّلا |
يؤيد خديه يدٌ ضربت به | دراكا فما تحتاج كالبيض صيقلا |
ألا ربَّ شأوٍ رامه فتسهلت | رباه وصعبٍ راضه فتذللا |
وجيش كأن الجو قد مدّ أنجما | عليه ووجه الأرض أنبت دبلا |
كأن عتاق الطير بين رماحه | بنودٌ تهاوى للطعان وتعتلى |
اذا نبضت يوماً بواد قسيه | تلبس ثوب النقع بالنبل مجملا |
رماه بعزمٍ فانجلى ليل خطبه | ولو رامه الصبح المنير لما انجلى |
وذي ظمأة بادي الخمول توعّرت | عليه مساري الرزق حتى تحيلا |
علا وارتوى لما دعاه كأنما | يشافه من حوض الغمامة منهلا |
وبيداء مقفار اليه قطعتها | فلاقيتَ معلوماً وفارقت مجهلا |
وقلت لخلي انزلاني فهذه | منازله ثمَّ أعقلا وتوكلا |
هنالك عاهدت الرياض أنيقة | ترّف وجاورت الغمائم همَّلا |
وقضيت في ظل النعيم ليالياً | لو انتقضت كانت كواكب تجتلى |
ولا عيب في نعمائها غير أنها | تجود فتوهي الكاهل المتجملا |
وإني اذا أجهدت مدحي فإنما | قصارايَ منها أن أقول فأخجلا |
لبابك يا ابن الأكرمين بعثتها | أؤانس من مدح عن الغير جفلا |
وأرسلتها غرّاء كالغصن يانعا | وزهر الربى ريّان والريح سلسلا |
ممنعة المغزى تجرّ برأسه | جريراً وتلقي من جرى الكلب جرولا |
شببت لها فكري وفاحت حروفها | كأني قد دخنت في الطرس مندلا |
واعتقت رقي من خمول عهدته | فخرت ولا قلبي وللمعتق الولا |
وأنت الذي أسعفتني فصنعتها | ولولا الحيا لم يصبح الترب مبتلا |
فلو رامها الطائي من قبل لم يقل | لهان علينا أن نقول ونفعلا |
وكم مثلها أهديتها طيّ مدرج | تكاد لفرط الشوق أن تتسللا |
يفوه بها الراوي فيملأ لفظها | فم الخلّ درًّا أو فم الضد جندلا |
جمعت بنعمى راحتيك فنونها | كما جمع السلك الجمانَ المفصّلا |
ومثلك من حّلت أياديه حسنها | فزاد وثنى حظها فتكملا |
بقيت لهذا الدهر تبسط إن أسا | يديك فما ينفك أن يتنصلا |
ودمت لشأوِ المجد بالطول راقيا | وممن طلب المجد العليَّ تطولا |
حلفت يميناً ليس مثلك في الورى | فما شرع الاسلام أن أتحللا |