من عذيري من الطلا والأغاني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من عذيري من الطلا والأغاني | وليالٍ مرّت على حلوان |
ذهبت بالذي ملكت من الما | ل كأني سبكة في القناني |
ونديم يسعى بكأسيه مسعى | قمر التمّ حوله الفرقدان |
أهيف قسمت لواحظه السو | د زكاة الغنى على الغزلان |
يتثنى وحليه يتغنى | هل سمعت الحمام في الأغصان |
وغوانٍ تغني عن الطيب والح | لي لهذا تسمى الملاح غواني |
ضاربات الدفوف في جيش لهو | طاعنات الهموم بالعيدان |
يا نديمي في المدام فداء | لكما في المدامة العاذلان |
خلقا البيت بالكؤس سروراً | واشرباها صفراء كالزعفران |
و اسقياني فان تشكيت داء | فاسقياني ان شئتما تشفياني |
و إذا ما قتلت بالراح سكراً | فادفناني في بعض تلك الدنان |
و انضحا من دمي عليه فقد كا | ن دمي من نداه لو تعلمان |
جددا لي عيشاً على السفح قدماً | أيّ عيشٍ مضى وأيّ مكان |
ذاك دهر كأنني كنت فيه | بين حال الوسنان واليقظان |
احتسي الراح لا بكيل وأعطى | كرماً ذا وذا بلا ميزان |
و أعاني العيش الهني وأهني ال | عيش يا صاح عيشة النشوان |
مستريحاً من حرفتي أدبي الغ | ض وعقلي في مثل هذا الأوان |
إثن عني يا دهر نارك إني | لحمى الاحمدي ثاب عناني |
الكبير الذي تعلم نعمى | كفه الناس سحرَ هذا البيان |
قاتل المال بالنوال فما أك | ياس أمواله سوى أكفان |
جار حتى ظنَّ الغريب ندى كفه | يه هزؤاً بالمقتر اللهفان |
و تعدى الكرام سبقاً إلى أن | قيل ماذا في قدرة الانسان |
همة جازت السماك وفي عق | ل الأعادي وحالها دبران |
و ندى شب ذكره فنسينا | ما سمعناه عن فتى شيبان |
و فخار ما بين عرضٍ عزيزٍ | قد تربت وبين مال مهان |
و جواد اذا اجتبى وحبا الما | ل فقل في السيول من ثهلان |
فاطلب رفده اذا كنت ممن | يرتقي كائناً على كيوان |
ذاك قدرٌ نائي المكان ولكن | ذاك رفدٌ لطالب الرفد داني |
و محل سامي السماك إلى أن | حررته كواكب الميزان |
شم نداه وذهنه الصفو واحذر | من عوادي الطوفان والنيران |
أي ذهن وأي برٍ وحلمٍ | كله قد حلا لذوق الجاني |
و كلام لو قلد الغيد عقداً | فرطت في قلائد العقيان |
قسماً من طروسه الغرّ بالنو | ر ومن نفس خطها بالدخان |
إنها كالظباء في أعين الخل | ق ومثل الشنوف في الآذان |
من نظام يعشو له الاعشيان | ونثار يعنو له العبدان |
و يراع بكفه هو عندي | قصب السبق حازه والرهان |
خطه والكلام حلوان لكن | هو يوم الوغى من المران |
ما رأينا كريقه يبرئ الس | م اذا اهتز وهو كالثعبان |
يا جواداً أنشى المدائح معنى | بنوالٍ يريك معنى ثاني |
رب ليل قد خضته لك بحراً | متعب الحوت واقف السرطان |
و نهار كأنما الآل فيه | مرهفٌ في الوغى بكفّ جبان |
واثق الوعد من طرابلس الشا | م بجودٍ حيث التقى البحران |
مهدياً من مدائحي لك عذرا | ء لها فيس القريض رفعة شان |
لم يحك وشيها ابن ابي سل | مى لرب المكارم ابن سنان |
لا ولا قال في القريض شقيقاً | لحلاها زياد في النعمان |
من حسانٍ لدي لم تهد إلا | لفلانٍ من الورى وفلان |
فتهنى بها فرب كريم | قبلنا عدّ مثلها في التهاني |
و ابق حتى يبلى الجديدان من طو | ل نواءٍ ويلتقي الخافقان |
لي ذكر سارٍ بودك في الخل | ق فلو لم تجد عليّ كفاني |