أخا اللوم لا تتعب لساناً ولا ذهناً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أخا اللوم لا تتعب لساناً ولا ذهناً | ملامك لا لفظٌ لديه ولا معنى |
بروحيَ وضَّاح المحاسن أغيد | رشيق أغار البدر والظبي والغصنا |
من الترك في خديه للحسن روضة | ولكنها تجني علينا ولا تجني |
وللحظ منه سنة ٌ عربية | ألم تره في الحرب قد كسَّر الجفنا |
اذا قام يروي حاجباه وطرفه | ترى السحر منه قاب قوسين أو أدنى |
تحجبه عنا الأسنة والظبا | وأفتك منها لحظ من حجبت عنَّا |
وتمنع رمحاً بينها من قوامه | ولكنه لا جرحَ فيها ولا طعنا |
فتى الحسن هلاّ أنت للصبّ عاطف | فتجمع ما بين المحاسن والحسنى |
غلا الجواهرالأعلى بثغرك فلتفض | مدامع لاتكون على العرض الأدنى |
حكى الخلق من قاضي القضاة بخلقه | فهذا حوى حسناً وهذا حوى حسنى |
كريم لنا فسي فعله ومقاله | سحاب الغنى المنهل والروضة الغنا |
يقاسمنا في كلّ يوم جميله | فنثر العطا منه ونثر الثنا منا |
أخو صدقاتٍ يحبس المنّ جودها | على أنها في الجود لا تحسن المنا |
رأى الفكر إعراب الثنا فيه كلما | بناه الى أن صار في معرب يبنى |
وأقسم أن لاشيء كالغيث في الندى | فلما رأى جدوى أنامله استثنى |
وما فيه عيب سوى أنَّ عنده | أيادٍ تعيد الحر في يده قنا |
دعاني على بعد المنازل جوده | وجدد لي نعمي وأنجح لي ظنا |
ومجدّ يرد السائدين به سدى | وعلم يردّ المفصحين به لكنا |
لياليَ ودعت المؤيد والثنا | وفارقت أوقات الغنى منه والمغنا |
وزايل نظم الجوهر الفضل منطقي | وأعوزني من قوتي العرضَ الأدنى |
أيا جائداً بالتير في حال عسرة | لنا لم نكد من فرطها نجد التبنا |
فعلت فلو وفي تطولك الثنا | لقلت أفانين الثنا وطولنا |
و أفحمتنا في البر حتى كأننا | لدى البر ما رمنا المقال فأفصحنا |
اذا نحن قابلنا صلاتك بالثنا | تكدس من هنا علينا ومن هنا |
و حقك ما ندري أإجراء ذكرنا | بفكرك أن هذا العطاء لنا أهنا |
هو الرفد يتلو الود طاب كلاهما | كما حملت للمحل روح الصبا المزنا |
كذا أبداً تزهى العلى بجلالها | فلله ما أسرى فخاراً وما أسنا |
فياليت شعري كيف القى بواحدٍ | من الشكر مثنى من أيادي الندى مثنى |
على ذكرك العالي بنا كل معربٍ | ثناه فيا لله من معربٍ يبني |