أعدي بغيركُم دمع المحبينا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أعدي بغيركُم دمع المحبينا | حتى تلّون يوم البين تلوينا |
يا هاجرين بلا ذنبٍ سوى شجنٍ | بين الجوانح لا ينفك يشجينا |
لا تسألوا ما جرى من فيض أدمعنا | فيكم وما قد جرى من غدركم فينا |
أما الرجاء فما راعيتموه لقد | غرّت بدوركمُ آمال سارينا |
كيف السبيل الى إنصاف قصتنا | إذ خصمنا في سبيل الحكم قاضينا |
يجني علينا ويجني للأسى ثمراً | شتان ما بين جانيكم وجانينا |
كونوا كما شئتموا نأياً ومقترباً | إن لم تكونوا من الدنيا كما شينا |
إنا وإن غدرت فينا عهودكمُ | من الذين همُ للعهد راعونا |
في قبلة العشق أو ميدان حليته | نحن المصلون أو نحن المجلونا |
لا يقبس الوجد إلا من جوانحنا | ويستقي الدمع إلا من مآقينا |
حمرٌ مدامعنا صفرٌ مناظرنا | سودٌ مذاهبنا بيضٌ نواصينا |
لو كان في الألف منا واحد فدعوا | من عاشقٌ ظنهم إياه يعنونا |
مذ اشتغلنا بتكرار الغرام بكم | لم ينس خوف دروس العهد ماضينا |
لكنكم وجلال الله يكلؤكم | تسترفضون جميلاً من توالينا |
وتصرفون لأقوام عنايتكم | عنا وما قصرت عنكم مساعينا |
هي الحظوظ فعش منها بما وهبت | ولا تقل عالياً عزمي ولا دونا |
يعني بذا دون هذا مع تماثله | وقس على ما تراه السين والشينا |
همنا فإن يسلُ عن أسداء أنعمه | كفّ الفلان فإن الدهر يسلينا |
لله در فلان الدين من رجلٍ | يسرّ دنيا ويرضى بالتقى دينا |
فتى يضاعف أثمان الرجاء لمن | سعى له ويراه بعدُ مغبونا |
جذلان تحذف جمع المال راحته | حذف الاضافة في الأسماء تنوينا |
نستمنح المال مكيولا بأنعمه | وننظم القول في علياه موزونا |
ويصبح المدح إلا في مناقبه | كالبكر زوّجها الأهلون عنينا |
نعم الملاذ بجاهٍ أو نوال يدٍ | في حادث الدهر يحمينا ويروينا |
كادت عطاياه أن تبقى معطلة | لأن نائلها لم يبق مسكنا |
وكاد من لطف ألفاظٍ محررة ٍ | يردّ سائله المفتن مفتونا |
يا جائل الطرف فسي السادات قف بحمى | من ليس يحتاج تعريفاً وتبيينا |
لسنا نسميه إجلالاً وتكرمة ً | وقدره المعتلي عن ذاك يغنينا |
شمه تجد حاجباً من نور طلعته | لكنه لم يزل بالنجح مقرونا |
وآمراً بنوال القاصدين فما | يزال فيهم رشيد الرأي مأمونا |
تريك أقلامه في بحر راحته | فلكاً بما يمنع الآمال مشحونا |
كأنها وهيَ بالألفاظ مطربة ٌ | قضبٌ تجيد عليها الورق تلحينا |
في كفّ أبلج يلقى الجود مفترضاً | لدى علاه وحدّ العزم مسنونا |
له نجومٌ من الآراء نعرفها | بصحة السعد لا حدساً وتخمينا |
وفكرة ذات ألفاظ منوّرة | يكاد سامعها يجني البساتينا |
من مبلغ العرب عن شعري ودولته | أنّ ابن عباد باقٍ وابن زيدونا |
حبرتها فيه زهراء المعاطف من | أعلى وأنفس ما يهدي المجيدونا |
اذا رأيت قوافيها وطلعته | فقد رأت مقلتاك البحر والنونا |
كأن ألفاظها في سمع حسدها | كواكب الرجم يحرقن الشياطينا |
يا ماجداً فاز بادينا وحاضرنا | به وأنجح قاصينا ودانينا |
إن كان يزداد شيءٌ بعد غايته | فزادك الله في العلياء تمكينا |