أرأيت نهج الحق كيف يبين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرأيت نهج الحق كيف يبين | ومطالع الوزراء كيف يكون |
والدرّ كيف يغيب في أدراجه | ويعاود التقليد وهو ثمين |
والعضب يعرف قدره وعناءه | إن سلّ أو غمضت عليه جفون |
لله أيّ بشارة سيارة ٍ | قرت عيونٌ عندها وظنون |
دعت الوزارة أن يعود لشملها | كفءٌ فقال لها الزمان أمين |
ما زال داجٍ أفقها حتى بدا | من حضرة القدس السنا المكنون |
وسرى الوزير الى البلاد كما سرى | للجدب منبجس الغمام هتون |
وتلقفت إفك الغواة يراعة ٌ | ألقت عصاها في الأمور يمين |
محمرة فكأنها مخضوبة | مما تقدّ من العدى وتبين |
حلفت فبرّت أن ستكشف ما دجى | ولنعم مخضوب البنان يمين |
أعظم بهاتيك اليراعة إنها | حصنٌ لأقطار البلاد حصين |
تفدي لقاصدها وتحفظ سرح ما | وليتَ فتبذل ما تشا وتصون |
كم أطربت سمعاً لرافع قصة ٍ | فكأن رجعَ صريرها تلحين |
ولكم جنت حرباً لطالب فتنة | فكأنّ صفّ سطورها صفين |
نشأت بغيل الأسد يرضعها الحيا | فلذاك تقسو تارة ً وتلين |
يا حبذا باب الوزير وحبذا | بالقاصدين جنابه المشحون |
يلقاك من نور المهابة حاجبٌ | لكنه بنواله مقرون |
وأغرّ لا يشكو النزيل ببابه | ضرراً ولا يتظلم المسكين |
فرضت مواهبه وأرهف عزمه | فتوافق المفروض والمسنون |
ذو راحة من برّها وعقابها | من كلّ شارقة ٍ مني ومنون |
تجري بما نفع الورى أقلامها | فكأنها بحرٌ وهن سفين |
وتنال ما أعيى الرجال كأنها | جدٌّ وأبناء الزمان مجون |
أمعيد سرح الملك يزهى شأنه | من بعد ما مرّت عليه سنون |
ألله جارك ما أبرّ شمائلاً | تعنو الخطوب لامرها فتهون |
جن الذي يبغي مقامك في العلى | ويروم شأوك والجنون فنون |
وفعائلاً تمضي إرادتها إذا | ما صاحب الأفعال قد والسين |
لازال بابك ظله وفق الرجا | ونزيله التأييد والتمكين |
وفرت مواهبه ورق مديحه | فتشابه المكيول والموزون |