بكيت وما يجدي البكاء على العاني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بكيت وما يجدي البكاء على العاني | وتثبت كفي للأحبة أشجاني |
كأن زماني خاف لحناً فلم يكن | ليجمع بين الساكنين لاوطاني |
وقالوا عفت حسبان ممن تحبه | كأن لم تكن شمس الكمال بحسبان |
فقلت لجفنيَ البعيد كراهما | قفا نبك من ذكرى ديارٍ وجيران |
أأحبابنا أعدا تغير عهدكم | دموعي فأمست مثلكم ذات ألوان |
وقد كان يكفي أولُ من صدودكم | فما للنوى ينشي صدودكم الثاني |
ومما شجاني أن جفني ساهرٌ | على فتان اللواحظ وسنان |
تعشقته لا قول فيه لعاذلٍ | لديَ ولا في حسنه الفرد قولان |
اذا جال فكري في لماه وخده | تنزهت ما بين العذيب ونعمان |
و لو نظرت عيني لغير جماله | لكان اذاً انسانها غير انسان |
شغلت بذكراه ومدح محمد | فيا لك من حسن لديّ وإحسان |
لعمري لقد حل الكمال بغاية | من الفضل ترمي الفاضلين بنقصان |
إمام أقامته الفضائل واحداً | فلم يختلف في فضله الباهر اثنان |
تأخر عن عصر الكرام وفاقهم | فكان وكانوا مثل بسمٍ وعنوان |
و جهز جيش العسرمن طالبي الندى | فلابن عليّ في الورى وصفُ عثمان |
إلى جبل من حلمه يقرع الثنا | اذا غاص من جدواه في فيض طوفان |
فتى العلم والنعماء يرجى ويقتدي | وفي بابه للجود والعلم بحران |
فوائده للوفد مثل سحابة ٍ | وأنعمه كالتابعين بإحسان |
و في كفه الغصن الذي كلما جرى | على صفحات الطرس جاء ببستان |
يراعٌ له كل معضلة سطاً | تعلمها في الغب من أسد خفان |
و أروع أخبى للائمة منصباً | يرق ويزهي حين يبكي الجديدان |
فللشافعيّ السائر الذكر بهجة | فتى حنبلٍ فيها ومالكُ سيان |
و قد أشرقت خدا ابن ثابت فرحة | فهن بلا شك شقائق النعمان |
سحبت ذيول الفضل واللفظ للورى | فكنت على الحالين أشرف سحبان |
و أتعبت نفساً للمعالي كريمة | وليس العلى والمجد إلا لتعبان |
اليك رعاك الله مدحة واصل | يحاشيك أن تلقى المديح بهجران |
منظمة ً من كل بيت كأنه | لأفراط ما ضم الولا بيت سلمان |
حلا بك في شعبان مر حديثها | وقال الورى هذي حلاوة شعبان |