ألا من لمسلوب الفؤاد رهينه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا من لمسلوب الفؤاد رهينه | معنى بمحجوب الوداد ضنينه |
أخو شجنٍ يرعى النجوم كأنما | تعلق أعلى هدبه بجبينه |
تجلده شكّ اذ لام لائمٌ | ولكن فرط الوجد عقد يقينه |
وفي قلبه داءٌ دفين من الأسى | فلا غروَ أن يبكي لأجل دفينه |
وظبي له في أسرة الترك نسبة | وفي الهند معنى من مضاء جفونه |
من الطالبي كتم الغرام صبابة | وأحسن بمكتوم الغرام مصونه |
كتمت الهوى في عشقه متفلسفاً | فأصبح عشقي قائلاً بكمونه |
وعاينت في خديه خطّ عذاره | فأقسمت في صحف الجمال بنونه |
يحن لي قلبي فلله من رأى | حمى ً يتبع الغادين رجع حنينه |
هو الحب يحلو فيه للمرء دمعه | ويطربه في الليل صوت أنينه |
برغميَ طرف غاب عنه عزيزه | فعوضه ماء البكا بمهينه |
روى عن معين الدمع طرفيَ فاسمعوا | حديث جوى قلبي عن ابن معينه |
واني لجلدٌ في ممارسة الهوى | مدلٌّ بمهديّ الولاء أمينه |
يقوم بنصري في الصبابة عون من | أقام ابن أيوب عماداً لدينه |
مليك تولى الفضل بعد ضياعه | وهذّب هذا الدهر بعد خبونه |
ومدّ يميناً يعذر البحر والحيا | اذا حلفا يوم الندى بيمينه |
أخو صدقاتٍ تقدر المدح قدره | فما يشتري في المدح غير ثمينه |
اذا جلب الناس الثناء لبابه | فما جلبوا الاّ لباب زبونه |
وما ذاك شحّا بالثناء وانما | سجية فياض الغمام هتونه |
شج بالعلى والعلم والبأس والندى | فلله ما أحلى حديث شجونه |
له منزل تهوى المقلصد نحوه | هويَّ حمام الأيك نحو وكونه |
تدفق طوفان الندى بجنابه | فأمست مطايا الوفد مثل سفينه |
اذا طلب الملك المؤيد معسرٌ | رأى بشره في وجهه كضمينه |
عجبت لبشر ضامن الوجه اذ غدا | يطالبه عافي الندى بديونه |
وأروع يهتزّ الزمان لأمره | وما الطود أرسى جانباً من سكونه |
اذا حاول الفعل الجليل وجدته | بلا قده في المعضلات وسينه |
عزيمة من لا يصعب الجد في العلى | عليه كأن الجد بعض مجونه |
كثير السرى ما بين مشتجر القنا | فيالك ليثاً سائراً في عرينه |
يلاقي العدى يوم الوغى متبسماً | كأنك قد لاقيته بخدينه |
وتلهيه في الهيجاء رنّة قوسهِ | اذا وترٌ ألهى امرأً برنينه |
ولو شاء أغناه عن الجيش ذكره | ورُبّ حسامٍ هازم بطنينه |
أيا ملكاً أغنى عن الغيث جوده | وأغنته حومات الوغى عن حصونه |
بك ارتدَّ مشكوّ الزمان عن الأذى | وأطلق أبناء المنى من سجونه |
وقد كان ذا همزٍ يحاذر فانتهى | الى مدّهِ بعد الإباء ولينه |
وكم لك عندي من ندى يفضل الثنا | ويحلف أن الشعر غير قرينه |
اذا قلت قد قابلته بقصيدة | بدا غيره مستظهراً بكمينه |
فدونك مدحاً من قريحة مادحٍ | يقابل أبكار الصلاة بعونه |
رأى أنك البحر الذي طاب ورده | فجاءك من نظم القريض بنونه |