قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم | يا ساري القصد هذا الباب والعلم |
هذا اليراع الذي تجني الفخار به | يد الامام التي معروفها أممُ |
إن آلم الحكم فقد الذاهبين فقد | وافى الهناء فزال اللبس والألم |
ولّى عليّ ووافى بعد مشبهه | كالسيّل أقبل لما ونت الدّيم |
لايبعد الله أيام العلاء فما | يقضي حقوق ثناها في الأنام فمُ |
ويمنع الله بالراقي لرتبته | فقد تشابهت الأخلاق والشيم |
معيي المماثل في علم وفيض ندى ً | فالسحب باكية والبحر ملتطمُ |
وكاتم الصدقات الغرّ تكرمة ً | للمرء لوكان عرف المسك يكتتم |
وافى الشآم وما خلنا الغمام إذا | بالشام ينشأ من مصرٍ وينسجم |
آهاً لمصرٍ وقد شابت لفرقته | فليس ينكر أن يعزى لها هرم |
تقاسمت بعد رؤياه الأسى ودرت | لأن البلاد لها مثل الورى قسم |
وأوحش الثغر من مرآي محاسنه | فما يكاد بوجه الدهر يبتسم |
ينشي وينشد فيه الثغر من أسفٍ | بيتاً تكاد له الأحشاء تضطرم |
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم | وجداننا كل شيء بعدكم عدم |
يزهو الشآم بمن فارقت طلعته | وا حرّ قلباه ممن قلبه شيم |
نعم الهدى ونجوم الليل حائرة | والمجتدى وزمان المحل محتدم |
أقسمت بالمرسلات السمر في يده | لقد تهيّب منها الابيض الخدم |
وقائل أسرت مسراه قلت له | نعم المنام الذي أبصرتَ والحلم |
لو لم تنم لم تحاول في العلى طرقاً | زلّت بنجم الثريا دونها القدم |
كل الفصول ربيعٌ في منازله | وكل أشهرنا في بابه حرمُ |
يا واثق الظن في علياه عش أبداً | وأنت معتضدٌ بالسعد معتصم |
ورمه إن طاشت الأيام أو بخلت | فالحلم والجود في ناديه مقتسم |
هنالك الطود إلا أنه رجل | في كفه البحر إلاّ أنه كرم |
حبر طباق المعالي فيه متضحٌ | فالمال مفترق والمجد ملتئم |
وللجناس نصيب من مناقبه | فالفضل والفصل والاحكام والحكم |
ما يرفع الظن طرفاً في مكارمه | إلا وعزم الرجا بالنجح منجزم |
لبشره وارتياح المكرمات به | مقدمات عليها تنتج النعم |
قالت مناقبه العليا وما أفكت | هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم |
أهلاً بمحتكم الآراء فاصلها | والقاصدون على جدواه تحتكم |
كان الزمان لنا حرباً نخادعه | فاليوم ألقي فيما بيننا السلم |
وكان مغنى العلى عطلاً فقام به | ركنٌ تطوف به العلياء وتستلم |
يا حاكماً ما رصدنا نجم مقدمه | إلا انجلت عن ليالي قصدنا الظلم |
حدوتَ لي أملاً من بعد ما عرفت | نفسي عن الناس ان ضنوا وان كرموا |
وكان منطقي العربيّ ممتنعاً | عن الأنام فلا عرب ولا عجم |
مالي وللشعر في حيٍٍ وفي زمنٍ | سيّان فيه حسام الهند والحلم |
حتى اذا أشرقت علياك عاطية | رأيت عقد القوافي كيف ينتظم |
هدمتَ بيت الغنى مما تجود به | فاهنأ بأبيات مدحٍ ليس تنهدم |
ما بعد علياك يحيى واصفٌ كلماً | وليت لو وسعت أوصافك الكلم |
لا عطلت منك دنيانا ولا فقدت | نسيم أنفاسك الأرواح والنسم |