هناء محا ذاك العزاء المقدما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هناء محا ذاك العزاء المقدما | فما عبس المحزون حتى تبسما |
ثغور ابتسام في ثغور مدامع | شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما |
نرد مجاري الدمع والبشر واضح | كوابل غيث في ضحى الشمس قد همى |
سقى الغيث عنا تربة الملك الذي | عهدنا سجاياه أبرّ وأكرما |
ودامت يد النعمى على الملك الذي | تدانت له الدنيا وعزّ به الحمى |
مليكان هذا قد هوى لضريحه | برغمي وهذا للأسرة قد سما |
ودوحة ملك شادويٍّ تكافأت | فغصن ذوى منها وآخر قد نما |
فقدنا لأعناق البرية مالكاً | وشمنا لأنواع الجميل متمما |
اذا الأفضل الملك اعتبرت مقامه | وجدت زمان الملك قد عاد مثلما |
أعاد معاني البيت حتى حسبته | بوزن الثنا والحمد بيتاً منظما |
وناداه ملك قد تقادم ارثه | فقام كما ترضى العلى وتقدما |
تقابل منه مقلة الدهر سؤددا | صميماً وتنضو الرأي عضباً مصمما |
ويقسم فينا كل سهم من الندى | ويبعث للأعداء في الروع أسهما |
كأنّ ديار الملك غاب اذا انقضى | به ظيغمٌ أنشابه الدهر ضيغما |
كأنّ عماد البيت غير مقوّضٍ | وقد قمت يا أزكى الأنام وأحزما |
نهضت فما قلنا سيادة معشر | تداعت ولا بنيان قومٍ تهدّما |
أما والذي أعطاك ما أنت أهله | لقد شاد من علياك ركناً معظما |
وقد أنشر الاسلام بالخلف الذي | تمكّن في عليائه وتحكما |
فإن يك من أيوب نجمٌ قد انقضى | فقد أطلعت أوصافك الغرّ أنجما |
وإن تك أوقات المؤيد قد خلت | فقد جددت علياك وقتاً وموسماً |
عليه سلام الله ما ذرّ شارق | ورحمته ما شاء أن يترحما |
هو الغيث ولى بالثناء مشيعاً | وأبقاك بحراً للمواهب منعما |
لك الله ما أبهى وأبهرَ طلعة ً | وأفضل أخلاقاً وأشرف منتمى |
بك انبسطت فيك التهاني وأنشأت | ربيع الهنا حتى نسينا المحرما |
وباسمك في الدنيا استقرت محاسنٌ | وبأسٌ كما يمضي القضاء محتما |
وفضلٌ به الألفاظ للعجز أخرست | وعزٌ به قلب الحسود تكلما |
أعدتَ حياة المقترين وقد عفت | فأنت ابن أيوب والا ابن مريما |
وجددتَ يا نجل الفضائل والعلى | من الدين علماً أو من الجود معلما |
يراعك يوم السلم ينهل ديمة ُ | وسيفك يوم الحرب ينهل في الدّما |
وذكر ندى كفيك يدني من الغنى | ولثم ثرى نعليك يروي من الظما |
لك الملك إرثاً واكتساباً فقد غدا | كلا طرفيه في السيادة معلما |
ومثلك إما للسرير منعماً | يثوب وإما للجواد مطهما |
ولما عقدنا باسم علياك خنصراً | رأينا من التحقيق أن يتحتما |
أيا ملكاً قد أنجد الناس عزمه | فأنجد مدح الناس فيه وأتهما |
سبقت لك المدّاح قدماً وبادرت | يدا كلمي فاستلزمت منك ملزما |
لياليَ أنشي في أبيك مدائحاً | وفيك فأروي مسند الفضل عنكما |
وأغدو بأنواع الجميل مطوقاً | فأسجع في أوصافه مترنما |
واستوضح العلياء فيك فراسة | بملكك لا أعطي عليها منجما |
فعش للورى واسلم سعيداً مهنئاً | فحظّ الورى في أن تعيش وتسلما |
وسر في أمان الله قدماً بفضله | أسرَ الورى مسرى ً وأيمن مقدما |
أعدت زمان البشر والجود والثنا | الى أن ملأت العين والأنف والفما |