يجور كما شاء الدلال ويعدل
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يجور كما شاء الدلال ويعدل | ويتعب فيه من يلوم ويعذل |
هو الشمس إشراقاً ولكنني أرى | من الحزم إني عنه لا أتحول |
بروحي ربيع من عذاريه آخر | نماه ربيعٌ من أسيليه أول |
و ثغر يعير الجوهري صحاحه | ووجه له من رائق الحسن مجمل |
لناظره الفتان بالسحر آية | على مثلها دمعي من العين مرسل |
و من عجب إني بعادل قده | أجنّ ودمع العين دوني المسلسل |
لئن جلبت شجوي كسالى جفونه | لمثلك يا قلبي عن الصبر أكسل |
وان غزلت لي من ضنا الجسم حلة | لما حلتُ عن أني بها أتغزل |
نعم في جفون الترك للنفس صبوة | وللقلب في تلك المضائق مدخل |
تجرح قلبي تارة بعد تارة | وتشهد أني عاشق فتعدل |
ورب عذول لامني فتركته | يقول وقلبي في الصبابة ينهل |
ولو أن عذالي على الحسن إخوتي | لقلت لهم طوعي لدى الحسن أجمل |
أقيموا بني أمي صدور مطيكم | فاني الى قوم سواكم لأميل |
إلى كل غصن مال تيهاً على نقا | تكاد به أردافه تتهيل |
و بدر مضى وقتي مضيئاً بوصله | فلا غرو أني بعد بدري مضلل |
تشرب تربُ الأرض ماء مدامعي | وبين ضلوعي جمرة تتأكل |
و أهتز للتذكار حتى كأنما | يعاودني من بارح الذكر أفكل |
سقى الغيث أوقاتي اذا العيش ممكن | وخدّام أمري بالهنا تتعجل |
زماني مختارٌ وقصدي منجح ٌ | و راحي ريحانٌ وبدري مقبل |
مدا الليل فيه ناظري متعللٌ | الى لثمه من ضمه أتنقل |
فاحبب بذاك الحسن وهو مدا الدجى | بلثمي مختومٌ وضميَّ مقفل |
إلى مثله يهدى تغزل ناظم | وللصاحب ابن الصاحب المدح يحمل |
اذا قال معنى في ابن يعقوب ناظمٌ | فإنّ المعاني باسمه تتكمل |
اذا عد أهل العلم والحلم والتقى | وصنع الأيادي فابن يعقوب أوّل |
اذا استمسكت منه الأماني بناصر | فبشرى الاماني انها ليس تخذل |
اذا عدد المثني مناصب مجده | فنصباً على التمييز لا يتبدل |
سري سراة قبل ما اكتمل الصبا | وشيخ شيوخ قبل ما يتكهل |
و قاضي قضاة معرب بكماله | تقى ً ليس يخفى أو لهى ً ليس يجهل |
و كافي كفاة ما ابن عباد صائد | لديه ولا القاضي الملقب أفضل |
أقام بمغنى الشام صدراً لسره | وأمداحه في الغرب والشرق ترحل |
تنادي الورى نعماه واللفظ والسنا | ألا فاجتدوا ثم اجتنوا ثم فاجتلوا |
و لا عيب فيه غير أن له ندى | يجيب ندا العافين من قبل يسأل |
مواهب كفيه وألفاظ كتبه | على اليمن ما بين الورى تترسل |
و للدرج بعد الدرس منه فوائد | تفضل في أملاكها وتفصل |
علوم بآفاق المدارس تنتقى | وسجع بافنان الدواوين تنقل |
و نطق به للمنطقي تأدبٌ | ونحوٌ به للفارسي ترجّل |
و خط كما راقت سلاسل عسجدٍ | ونظم كما راق الرحيق المسلسل |
و رأي على سمت السعود وهمة | تظل على زهر الكواكب عسّل |
لنعم الفتى ديناً ودنيا بجمعنا | وفي خطبة الدارين نعم المؤهل |
له الله ما أزكى وأشرف همة | وأنجح ما يأتي وما يتأمل |
درى مع دهري كيف حال تذللي | فلاقاه حتى عاد وهو مذلل |
و جلّى همومي جامع البر والتقى | بنعماء من باب الزيادة تدخل |
و ما هو إلا حين بادر جيشهم | فقاموا صفوفاً للدعا وتبتلوا |
فنظمتها زهراء والشهب روضة | على الأفق تجلى والمجرة جدول |
و طرق الدجى ذو غرة من هلاله | الى أن بدا بالفجر وهو محجل |
فدونكما جهد المحب وعش كما | تحبّ لإلفٍ مثلها تتمثل |
بودي لو أن الجوارح كلها | لمدحك سمعٌ في الأنام ومقول |