خليلي من مصر قفا نبك في السبك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خليلي من مصر قفا نبك في السبك | على عيشنا بالنيل في فلك الفلك |
على مصر والهفي على مصر لهفة | يصح بها قلبي المشوق على السبك |
ويا طربي فيها الى سود أعينٍ | على مثلها في كل داجية ٍ أبكي |
أعاذلتي ما أنت مني في الهوى | ولا أنا في أنساب هذا الهوى منك |
تشك سهام اللحظ قلبي بالأسى | وقلبك خالٍ من سهامٍ بلا شك |
بكم آل فضل الله طافت مقاصدي | وتمّ على نجح الرجا بكمُ نسكي |
رفضت الورى لما علقت حبالكم | ونزهت دين الحب فيكم عن الشرك |
وستر فؤادي أن أقلام بدركم | سرورٌ لذي ودٍّ وغيظٌ لذي محك |
لأقلام مولانا ثنا متضوعٌ | فهل هي في الكافور تكتب بالمسك |
و ماهي إلا القضب اما موائساً | واما مواضي الحد تحمي حمى الملك |
اذا مادعاها الرأي يا عزة الهدى | بذا فدعاها السطو ياذلة الشرك |
اذا أتبعت ألفاظها بصريرها | طربنا لاقوال البلاغة في هنك |
اذا ما اليد البيضاء ألقت عضالها | تلقف صنع الحق صنع ذوي الافك |
و ان لم تكن موسى فان محمداً | كثيرالأيادي البيض في الظلم الحلك |
نعم إنها في كفه قصب العلى | بسفنٍ وتحملن العلى ضخمة السمك |
دقاق تحملن الجليل وتشتكي | اليها فلا تشكو ولكنها تشكي |
تربت بآكام الاسود ترابها | مواقع سحب ما نداها بمنفك |
فجاءت تحاكي الاسد والسحب سطوة | وجوداً وللحاكي فحار على المحكي |
مسخرة تجري بما ينفع الورى | على يده فانظر الى البحر والفلك |
مؤمرة تسري إلى حومة الوغى | ومن أسودٍ في أبيض علم الرنك |
مسددة الأفعال والبأس والندى | مثقفة الآراء في الأخذ والترك |
فأحسن بها في الطرس هيفا كحيلة | تريك قدود العرب مع ثقل الترك |
و أعجب لها كالنبل تنكي وتارة | تحصّن من وقع النبال التي تنكي |
و بالظل منها وهو ظل يراعة | تمرّ على الدنيا ستوراً من الهتك |
هي الألفات المائلات بكفه | على أنها اللامات في المعرك الضنك |
قصار تحاماها الرماح طويلة | نواحل يستشفى بها الحال من وعك |
و أقسم ما الشهب المنيرة في السما | اذا كتبت يمناه أرفع من تلك |
يدك الحيا دوراً وفي سحبها حياً | ينجي ديار المقترين من الدك |
و يعلو على تبر السبائك حظها | فان شئت حاكي بالسبائك أو احكي |
و كم قلمٍ مامر تلو دواته | وهنّ لتدبير الممالك في دنك |
أمامك يا ممتازها ومشيرها | طريقان شتى من نجاة ومن هلك |
تلاعب بالابطال ان قصدوا الفنا | كأنَّ الوغى منها يلاعب بالدك |
فلا برحت بدرية النصر والعلى | مؤملة النعماء مرهوبة الفتك |
لها أسطرٌ مثل السيوف لدى الوغى | وترميلها في صحفها من دم السفك |
و لو نوزعت في فخرها قال ربها | نعم في يدي هذا الفخار وفي ملكي |
و لو أن سيفاً فاتحاً فك غمده | يصور عليها عاجل الفكّ بالفكّ |
عوارفها كالمزن دائمة البكا | وأدراجها كالزهر دائمة الضحك |
أنظم در الوصف من نظمها لها | وليس لألفاظي سوى رقة السلك |