أمنزل سعدي بالعذيب سقاكما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمنزل سعدي بالعذيب سقاكما | ملثُّ الحيا حتى يبل صداكما |
صدى ً كلما أدعو أجاب كأننا | خلقنا على أطلالها نتشاكى |
وربع محا ركض الجنائب رسمه | وجوم غوادي المرزمين دراكا |
وقفت أناي الصبر في جنباته | ألا أين مغناها وأين غناكما |
كأني بكثر الهمّ أختم في الثرى | رهينة قلبٍ لا يحشّ فكاكا |
يعزّ على المشتاق يا طلل النقا | بلاه على حكم النوى وبلاكا |
وما عن رضى خفّ القطين ثنية | فأثبت في جسمي الضنا ومحاكا |
و طيف سرى للشام من أرض بابل | لأبعدت يا طيف الحبيب مداكا |
و ذكرتني العهد القديم على الحمى | رعى الله أيام الحمى ورعاكا |
فديتك طيفاً لا يذكر ناسياً | ولكن يزيد المستهام هلاكا |
تصيدته والأفق مقتبل الدجى | تخال النجوم الزهر فيه شباكا |
إلى أن تيقظنا على أرج كما | بذكر شهاب الدين يفتح فاكا |
إمام إذا هز اليراع مفاخراً | به الدهر قال الدهر لست هناكا |
و قالت له العليا فداك ذوو العلى | وإن قل شيء أن يكون فداكا |
و قال زماني ما تضر إساءتي | إذا استغفرت لي في الآثام يداكا |
لك الله ما أزكى وأشرف همة | وأنجح في كسب العلوم سراكا |
علوت فأدركت النجوم فصغتها | كلاماً ففقت القائلين بذاكا |
و حزنت معاني القول من كل وجهة | فأبق علينا نبذة لثناكا |
و حكت رقيق اللفظ منفرداً به | وقد قيل إن الروض حاك فحاكى |
و جاوزت صوب الغيث في حلبة الندى | فعبّس لما جزته وتباكى |
و لو لم تكن للجود في الناس آية | لما كان منهلّ الغمام تلاكا |
متى تتميز مادحوك ولم تقل | من الوصف الا ماتقول عداكا |
تجاورت أشتات المساعي إلى العلى | وزدت فاعيى الواصفين سناكا |
و حقك ما فوق البسيطة لاحقٌ | فقصر رعاك الله بعض خطاكا |
مدحتك لا أبغي ثراءً بذلته | اليّ ولكن رفعة بثراكا |
بعيشك الا ما تأملت صفو ما | منحتك من ودي بعين رضاكا |
فأقسم ما ضمت كحبك أضلعي | ولا استنشقت روحي كنشر هواكا |
أكاد أطيق السيل أدفع صدره | ولا أدّعي أني أطيق جفاكا |
و من ذا الذي يدري حلا ما أقوله | سواك ومن يدري سوايَ حلاكا |
تخذتك انساً حين أوحشني الورى | وقلت لرآءي المستقيم هناكا |
يجدد لي ذكرى كمالك نقصهم | كأني من كلّ الأنام أراكا |
فلا وحماك الرحم لابت مهدياً | حقائق أمداحي لغير حماكا |
بلى ربما آنست في الفكرة فترة | فجربت فكري فد مديح سواكا |