قال العذول فزاد قلباً شيقا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قال العذول فزاد قلباً شيقا | ما ضرّ يا مسحور دمعك لو رقى |
هيهات مع نأي الأحبة والضنا | ترقى دموع العين أو تجدي الرقى |
ما زاد طرفي في الدموع تبحراً | إلا وزادني العذول تملقا |
أبكي الصبا بدموع عين كاد في | شكوى الجفا إنسانها أن ينطقا |
آهاً لعهد صباً وعهد صبابة | شبّ ادكارهما فشيب مفرقا |
يا من رمى هذا الرماد بمفرقي | ماذا رمى قلبي الشجيّ فأحرقا |
و تفرقت جفناي عن دمع به | أشرت وعن ميسور نوم أملقا |
إن يغن جفني البكاء فقد قلى | عدمُ الكرى فيها وأن يتفرقا |
أفديك راشقة اللحاظ رشيقة | يا لحظها وقوامها ما أرشقا |
عربية أروي لباسم ثغرها | نظماً لأكباد الحواسد مقلقا |
تجفو ولو أني قبرت وسلمت | سلمتُ تسليم البشاشة أوزقا |
و لربما عطفت وغصن قوامها | بالحلي أثمر والذوائب أورقا |
و ضممتها في الحي أرشف ثغرها | ثم انتبهت فلا العذيب ولا النقا |
طيفاً ألم وما يظن بشاعر | قاضي القضاة سميعه الا التقا |
أما الزمان فقد كساه نضارة | قاضي القضاة ابن العلوم أبو البقا |
قاضي القضاة تهنها علياء ما | برحت ببيتكم الممدح أليقا |
من ذا لذا ارثاً وملكاً عن رضاً | لكمُ به النعمى وللأعدا الشقا |
و لنا بكم هذا الهناء المجتلى | ولكم بنا هذا الثناء المنتقى |
لا تعدم المدح الحسان بهاءه | وثناه مملا مغرباً أو مشرقا |
ذو السؤدد الموروث والكسب الذي | أثرى فنفق ما رجاه ونطقا |
عرقت جباه السائدين حياله | وكذا يكون ابن السيادة معرقا |
أبناء خزرجها وعيبة نصرها | هنئتمُ الشرف التقي ثمّ ارتقى |
ان يشبه الاسلاف أخلاق لقد | رضع الرجا منها الغمام المغدقا |
أكرم به متحلياً من مصره | حتى أقام لسعدها متدمشقا |
يا وارث الانصار فضل سيادة | أخذت على عهد المعالي موثقا |
يا من سجعت بمدحه اذ لم أزل | بنداه ثم ندى ذويه مطوّقا |
عذراً على تأخير عبدٍ عنكمُ | أضحى بترسيم الهموم معوقا |
عرف الزمان بأنني أشكو إلى | رحماك عدته فعاق عن اللقا |
بأليمه يا سيدي وأليمه | لا أستطيع بشكوها أن أنطقا |
ومع اهتمام الهم بي فاستجلها | عذراء قال ثناؤها ما أصدقا |
جاءتك في شفق الحياء وانما | وجدتك في الحسنى أبرّ وأشفقا |
يا من على جدواه أن يهمى الحيا | وعلى نبات مدائحي أن تعبقا |
ان يغد مدحي عن ثناك مقصراً | فلقد يرى فوق النجوم محلقا |