بدت في رداء الشعر باسمة الثغر
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بدت في رداء الشعر باسمة الثغر | فعوذتها بالشمس والليل والفجر |
ولو شئت قسمت الذوائبَ مقسماً | بطيب ليالٍ من ذوائبها عشر |
وقبلتها مصرية حلوة َ اللمى | أكرر في تقبيلها السكر المصري |
ويعذلني من ليس يدري صبابتي | فأصرفه من حيث يدري ولا يدري |
ومن عجب الأشياء حلوٌ ممنعٌ | أصبر عنه وهو حلوٌ مع الصبر |
وكم لائمٍ في حب خنساء أعرضت | وعنف حتى جانس الهجر بالهجر |
وشيب رأسي خدها ومعنفي | وهذا رماد الشيب من ذلك الجمر |
فيا قلب خنساء القوي وأدمعي | على مثلك العينان تجري على صخر |
ويا قلبُ صبراً في عطاها ومنعها | فلا بدّ من يسرٍ ولا بد من عسر |
أرى الشمسَ منها في العشاء منيرة ً | ومن صدها عني أرى النجم في الظهر |
يذكرني عهد الوفا ما نسيته | ولكنه تجديدُ ذكرٍ على ذكر |
زمان الصبى والقرب لانحذر النوى | ولكن نقضي الحال أحلى من التمر |
وأما وقد ضاء المشيب بمفرقي | فبالشيب لا بالطوع صرنا الى الهجر |
وفارقت خدّ الغانيات وجفنها | فجرحاً على جرحٍ وكسراً على كسر |
وإني لمشتاقٌ إلى ظلّ روضة ٍ | على النيل أروي العيش منها عن النضر |
لئن حثني باب البريد إلى مصر | لقد حثني باب الزيادة في النزر |
إلى مصر يحلو نيلها مخصب الثرى | فيغني الورى في الحالتين عن القطر |
وتقبيل حلو الغزو للمحل قاتل | حلاوته سكبٌ وجنديهُ يجري |
ويجري باسعاد العباد فحبذا | بسعدك ياسلطانها ساعياً يجري |
لسلطان مصر الناصر بن محمدٍ | على كل مصرٍ طاعة ُ البحر والبر |
تجمعتِ الأمصارُ في مصرَ طاعة | وهل تجمع الأمصار إلاعلى مصر |
سلامٌ على اسكندر الوقت أن يفح | شذا الذكر عنه فالسلام على الخضر |
سلام ثغور الخلق تنقش في الثرى | بأفواهها ختماً على أنفس الذخر |
على باب سلطان العباد كأنها | لنظم ثناياها عقودٌ من الدّرّ |
مليكٌ روت أعماله سيرَ التقى | عن الملك المصري عن الحسن البصري |
له منزلاً جيش وتحت مقامه | بهذا وذا في القلب حب وفي الصدر |
أيالة ملكٍ لا فلان ولا فلٌ | ونحوُ على ً لا نحو زيد ولا عمرو |
فملكٌ بلا جور وحكمٌ بلا هوى | وأزرٌ بلا وزرٍ وعزّ بلا كبر |
قضا عمرٍ في حلم عثمان جامعاً | لبأسِ عليٍّ في سماح أبي بكر |
مضى الشفع من مرآى أبيه وجده | وجاءَ فلا زالت له دولة ُ الوتر |
الى ناصرٍ من ناصرٍ وكذا على | مدى جده المنصور مسترسل النصر |
أجلّ بيوت الملك بيت قلاونٍ | وأنت أجلّ البيت يا وارث الدهر |
فملكك حقّ واضح الصبح أشرقت | سعادته كالظهر ياواحد العصر |
مراد البرايا أن تدوم وأن تووا | وميراثك الباقي الى ذلك الحشر |
بصوتك أركان الشريعة شيّدت | وصينت ثغور كلها باسم الثغر |
وخاض بها قوم تعدوا فقوبلوا | بما كل انسانٍ لديه من الخسر |
وليس الذي خاض الشريعة سالماً | من الأسد الحامي حماها من المكر |
لك الله إما كسب حظٍّ من الثنا | يحوز وإما كسب حظٍ من الأجر |
ليهنك ما تجنيه من جنة ٍ غدا | بإبطال ما تجنى الجناياتُ من وزر |
ليهنك ما عمرته من معالمٍ | سيثني على عمارهن أبو ذرّ |
ويمدحكم حسانها اليوم أو غدا | بدار البقا بعد الطويل من العمر |
فأيامك الأعياد عائدة ٌ لمن | رجاك ومن عاداك بالفطر والنحر |
وكفاك للمدّاح أيام عشرها | وليلة من تسعى لها ليلة القدر |
ودولتك الزهراء للجود والسطا | فبالفلك السعدي والفلك البشري |
ونصر على الاعدا يبادرُ رعبهُ | فيسبق مجرى الخيل بالعسكر المجرِ |
ويعرض عن كيد العدا لاحتقارهم | بلا قاصدٍ ماشٍ ولا حائمٍ صقر |
فأعداك هذا مسّ في النوم رأسه | وآخر قبل السيف مات من الذعر |
وكم لك في داني الديار ونازحٍ | غيوثُ عطايا تخلط السهل بالوعر |
يضنّ بأحمال من التبنِ معشرٌ | إذا اتصلت أحمال جودك من تبر |
مليك التقى والعلم والبأس والندى | فمدحٌ على مدحٍ وشكرٌ على شكر |
تهنّ وكلّ الناس عافية روت | حديثَ التهاني عن بشيرٍ وعن بشر |
بها حملت عنك السقام بمصرها | عيونُ المها بين الجزيرة والجسر |
فأحسن بها للملك في كلّ حالة ٍ | بشائرَ عند السيف والعزّ والنصر |
وأحسن بها حيثُ الهناءُ مسطرٌ | صحائفها عن كاتب السرّ والجهر |
عوافي الا أنها قاهرية ٌ | حلت حالتاها في المسرة والقهر |
فعافية الاجساد عند ذوي الهدىع وعافية الأطلال عند ذوي الكفرص هنئاً لسلطان البرية سيرة سقط شطرين من ص | مزهرة الأوراق بالأنجم الزهر |
هنيئاً لاجلاب المدائح والرجا | لقد أصبحت تجري إلى ملك تجري |
يبيع ولكن بالكلام نفائساً | من المال تلقاها غداً جمّة الوفر |
ويبتاع لكن بالنفيس غوالياً | من الحمد إلا أنه عاطر النشر |
غنينا عن السبع البحار بأنملٍ | أفيضت كما يغنى عن السبع بالعشر |
وأحييت للآداب علماً ومعلماً | بنعماء تقري بالفوائد أو تقري |
وجوهُ دنانير سبقنَ بمعجزٍ | ترينا وجوهَ التم في أول الشهر |
سبقنَ وان لم يشتكي الفقر بالغنى | وقابلنَ من لم يشتكي الكسر بالجبر |
كذلك أذهان الملوك نقية ٌ | ترى في مراة العقل أيان يستقري |
تأملت ما تعطى الملوك من النهى | فعوذت فرداً بالثلاث من الحجر |
أحقاً أراني في ثرى عتباته | نباتاً يحيي واكفَ المزن بالزهر |
وأنشدت امداحاً تقول لمن أتت | مدحتك بالشعرى وغيرك بالشعر |