تذكر جرعاء الحمى فتجرعا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تذكر جرعاء الحمى فتجرعا | كؤس الاسى بالدمع راحاً مشعشا |
وفارق جيران الغضا غير أنه | به أودع القلب الشجي وودعا |
يكرر لثم الترب حتى كأنه | يحاول ختماً للذي فيه أودعا |
فأدمعه قد صرن ألفاظ شجوه | وألفاظه من رقة صرن أدمعا |
أقول وقد راجعت بالشام ذكرهم | ألا قاتل الله الحمام المرجعا |
يذكرني عهد العقيق كأنه | بلولؤ دمعي صار عقدا مرصعا |
عسى كل عام زورة لمفارق | فيا حبذا من أجل لمياء كل عام |
امام الهدى والعلم هنئت مقصدا | سعيدا وعودا بالقبول ومرجعا |
يطوف ويسعى للامام الذي سعى | وطاف بذياك الحمى وتمتعا |
تكاد ستور البيت تجذب برده | لعرفان محمود الشمائل أروعا |
لعمري لقد سر المقام وأهله | بزورة أوفى الزائرين وأورعا |
فان ملأَ الاحسان كم مجاور | فقد ملأ الحجر المحامد والدعا |
وهنيء أفق الشام رجعة نير | مليٍّ باسعاد الرعية والرعا |
تحييه أغصان البلاد كانما | هوت سجدا نحو الامام وركعا |
وتلثم حتى مبسم الغيث في الثرى | بدور لآثار الركائب مطلعا |
لك الله ما أتقى وأنقى سريرة | وأرفع قدرا في الأنام وأنفعا |
وأكرم في الانساب والفضل جمة | وأشرف في الدنيا وفي الدين موضعا |
وأندى يدا لو أورقت عود منبر | لما عجب الرائي وان قيل أينعا |
كرامات من مدت يداً دعواته | ظلالا الى أن عمت الناس أجمعا |
اليك خطيب الشام لابن خطيبها | براعة مدح كان برك أبرعا |
مديحك فرض لازم لي فطالما | بدأت فأسديت الجميل تطوعا |