هددتموا بالضنا من ليس يرتدع
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هددتموا بالضنا من ليس يرتدع | هيهات لم يبقَ فيه للضنا طمع |
صبًّا تحجب عن عذالة سقماً | فاعجب لمن بعوادي الضر ينتفع |
أحبابنا كم أقاسي بعدكم جزعا | لو كان ينفعني من بعدكم جزع |
حملتم العين يا أشهى العيان لها | من أدمع وسهادٍ فوق ما تسع |
ماءٌ من الجفن يغني روح واحدة ٍ | كأنما السمّ حقا فيه منتقع |
يا منعمين بطيفٍ بعد فرقتهم | دعوا التهكم أين الأعين الهجع |
كلفتموني مواريثَ الذين قضوا | من الغرام فهل للوصل مرتجع |
وعاذلٍ فيكمُ تعبان قلت له | ان كنت أعمى فاني لست أستمع |
يخادع السمعَ والاحشاء قائلة ٌ | غيري بأكثر هذا الناس ينخدع |
ليت الثغور جلت برقاً له فرأى | سحائب الدمع وجداً كيف تنهمع |
وربّ ظالمة ٍ ما عند مقلتها | لفارشِ الخدّ إلاّ السيف والنطع |
يشكو كما يتشكى خصرها سغباً | وجاره الرّدف قد أودى به الشبع |
كأنما ينقل البين المشتت لها | دمي فتحمرّ خدّاها وأمتقع |
حثت لوشك النوى عيساً تحبّ سرًى | لكنها للأسى بين الحشا تضع |
وخادعتني من عرف الحمى سحراً | بالريح والعاشق المسكين ينخدع |
كفى دلالك إنّ الصبر طاوعني | وانّ قلبي من كفيك منتزع |
لا تبتغي كلماتي اليوم في غزل | فهنّ لابن عليّ في الثنا شيع |
والمانح الجزل لا منٌّ ولا ملك | والمانع السرح لا خوفٌ ولا جزع |
علا عن المدح حتى ما يهش له | كأنما المدح في أوصافه قزع |
يمم حماه إذا ما خفت ضائعة ً | فبابه بالندى كالصدر متسع |
وقل لحاسده المغرور مت كمداً | ذاك الجناب صفاه ليس ينصدع |
هيّا لك الكرَم الطائي مفترق | للناس والسؤدد القيسيّ مجتمع |
باب لبذل اللهى في كل نائبة | مجربٌ وندى في الجدب منتجع |
وسيد بالمعالي الغرّ مؤتلفٌ | بالحمد مشتغلٌ بالمجد مطلع |
جمّ المناقب يلقى العسر من يده | في المحل ما لقيت من علمه البدع |
لو لم يكن نجمه كالسيف منصلتاً | ما راح كلّ قرين وهو منقطع |
يهوى المعالي وابكارَ الكلام فما | يزال يفرع أعلاها ويفترع |
فتوة ٌ وفتاوٍ لا نظير لها | كأنه في الندى والحكم مخترع |
وأنعمٌ قربت عن همة ٍ بعدت | كالشمس يدنو سناها حين ترتفع |
لا عيب في لفظه المنظوم جوهره | إلا نوافثُ فيها للنهى خدع |
جنَّ الغمام الذي حاكى مكارمه | أما تراه على وجه الثرى يقع |
وقالت السمر من يلقى يراعته | منا فأمست كما قد قيل تقترع |
صحت امامه أقلامٍ براحته | فأصبحت بخبير الخير تلتفع |
تسودّ نقساً وتجلو كلّ داجية ٍ | فهل هي الليل داج أم هي الشمع |
يا أشرفَ الخلق أخلاقاً مطهرة ً | وأفضل الناس إن طاروا وان وقعوا |
انّ الجماهير قد ذلت رقابهمُ | الى كمالك واستوفاهمُ الهلع |
لا تسمعنّ حديث القوم في شرفٍ | حديثُ غيرك موضوعٌ ومتضع |
وعصبة تدعي علماً وقد جهلت | أنشقت آنافها نكباء تجتدع |
حاكوك شخصاً ولكن ما حكوا رشدا | انَّ المساجد تحكي شكلها البيع |
وجحفل لجب تطفو غواربه | كأنما تبّع في اثره تبع |
ردّت رداه سهامٌ من دعائك لا | بيضٌ حدادٌ ولا خطية ٌ شرع |
يا ابن الكرام الأولى في كل مكرمة ٍ | إن فاخروا فخروا أو قارعوا قرعوا |
لا في اليسار مفاريحٌ اذا بلغوا | غايات مجدٍ ولا في أزمة جزع |
كم نال سعيهمو جد فما بطروا | فيه وكم نالهم دهرٌ فما خضعوا |
من كلّ أروع للأقلام في يده | وللظبا في الوغى والسلم مطلع |
تزداد والرمح في جنبيه سورته | كأنما زيدَ في أضلاعه ضلع |
وملجأ العلم في أوطانه لفتى ً | للجود والبأس فيه الشهد واللسع |
من مبلغٌ عني الأهل الذين نأوا | أني نزيلك لا فقرٌ ولا فزع |
مطوق بهباتٍ ساجعٌ بثناً | ينسي الأوائل ماجادوا وما سجعوا |
لي بالجنا الحلو في ناديك مرتفقٌ | وبالندى الغمر مصطاف ومرتبع |
نعمَ الفتى أنت لا تحنو على نشبٍ | كفاه يوماً ولا تبقي ولا تدع |
أجديت حالي ولم تسمع شكايته | من بعد ماضنّ أقوامٌ وقد سمعوا |
وجاد فكري بنوع من مدائحه | وللمساكين أيضاً بالندى ولع |
بحثت عن وصفك الزاكي فنائله | مسلمٌ ومدى علياك ممتنع |
مازلت ترتجع النعمى اليّ الى | ان خلت ان شباب العمر مرتجع |
وقلت للخاطبي مدحي بذكر ندى | غيري بأكثر هذا الناس ينخدع |