سيّجَ ورد الخدود بالآس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سيّجَ ورد الخدود بالآس | فما لجرحي عليه من آسي |
أغيد لي فوق وجنتيه دمٌ | يروي أحاديث قلبه القاسي |
يجرح قلبي آس العذار وقد | كان دوآء الجراح بالآس |
واعجباً للشجي ممتحناً | في كل أحواله بإعكاس |
هذا وشرخ الشباب يؤنسه | فكيف والشيب بعد إيناس |
يا شعرات المشيب اعدمني | هناءَ عيشي بياضك الراسي |
وكيف لي عيشة ٌ مهنأة | والبيض مسلولة ٌ على راسي |
أين زمان الشباب أقطعه | وأين ميدانه وأفراسي |
أين مقالي يا صاحب الفرس ال | نهد أرحني من طول وسواسي |
لا نهدَ إلا من صدرِ غانية ٍ | ولا كميتَ إلا منَ الكاس |
من كف لدن القوام مشتمل | بفرعه كالقضيب مياس |
عففت عن كأسه فأرشفني ال | غبّ منها بقلبه القاسي |
مدامة من فمٍ يضيق فما تن | زل إلا بمصّ بوَّاس |
جالسني استضي بغرته | فحبذا شمعتي وجلاسي |
وأنظم الشعر في سماحكم | فحبذا كوكبي ونبراسي |
تغزلي فيه والمدائح في | عليّ قاضي النوال والباس |
قاضٍ قضى بالندى العميم فما | في حكمه محضرٌ لا فلاس |
الحارس الملك باليراعة لا | يحتاج نضو سيوف حراس |
ناهيك بالليل والنهار لذي | أجرٍ وذكر أطراس وأنفاس |
سد يا ابن فضل الإله كيف تشا | سيادة ً ما لذكرها ناس |
في الشرق والغرب كل ذي قلم | كان شهيراً بذكرها خاسي |
مثل ابن عباد الفارسي غدا | مفترساً عند أبيّ فراس |
والفاضل الآن عائزٌ لحلى ً | كم كنست من حديث مكناس |
والمغربي الوزير أصبح من | روعته يعتزي إلى فاس |
فيا أبا القاسم البليغ لقد | ألوى صباح بضوءِ مقباس |
إنّ علياً جواد سبق على ً | قبل زهيرٍ وقبل جسَّاس |
وما زهير كنبتِ شاعره | لا ليناً شعره ولا جاسي |
علمه النظم فضل سيده | فجاء حلياً بغير وسواس |
عليّ بحر أفاض جوهره | فنظمته الورى بمقياس |
وألبستهم علياه فاجتلبوا | إيناس نعماه قبل الباس |
وأنفقوا تبره عليه ثناً | في حالتيه إنفاق أكياس |
دعا لمصر رجايَ ممتدحاً | نعمآء سلطانها على راسي |
فجئت أسعى على المحاجر والع | ين سعيداً رملي واحساسي |
أبواب خير الملوك لا برحت | أركان حجّ وحطّ أحلاس |
قربني فضلها على يد من | لله فضلٌ به على الناس |
يا سيداً ألحقت مفاخره | بآل حمدان آل مرداس |
إلباس تشريفي اقتضى فأزل | إلباس حسنى بحسن إلباس |
لازلت في الخضر عيش ذي أمل | عداك والحاسدون في الباس |