يا ناسياً عهدي ولست بناسي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا ناسياً عهدي ولست بناسي | ماالناس إن عذلوا عليك بناس |
أضحى غرامي فيك نعتاً واضحاً | فمدامعي تجري بغير قياس |
واهاً له دمعي كسا جسدي الضنى | وسعى اليّ من الهموم بكاس |
قال العذول وقد رأى جريانه | ما في وقوفك ساعة ً من باس |
إيهاً بلفظك يا عذول ولا تزد | نارَ الأسى بترددِ الأنفاس |
هي عادة في الحب قد عاش الأولى | قبلي بها ومضوا الى الأرماس |
علقَ الغرام بعروة ٍ فتبعته | وبعامرٍ فبنيت فوق أساس |
ماضرّ بسام البروق لو أنه | يروي حديث جوايَ عن عباس |
أبرق له بالشام نيل مدامعٍ | يجريه ذكر منازل المقياس |
سقياً لمصر منازلاً معمورة ً | بنجوم أفقٍ أو ظباء كناس |
وفدى ً لها من بلدة ٍ كم نثرة ٍ | فيها لأسراب الدموع أقاسي |
وطنٌ له سهرت وشابت لمتي | ونعم على عيني هواه وراسي |
من لي به والحال ليس بآسنٍ | كدر وعطف الدهر ليس بقاس |
والطرف يستجلي غزالاً آنساً | بالنيل لا ثوراً على باناس |
والعيش حليٌ طالما خطرت به | أعطاف كلّ مهفهفٍ مياس |
ثم انقضى ذاك الزمانُ وما بقى | من حليهِ عندي سوى الوسواس |
بالرغم إن قامت مآتم بعده | عندي وفاز سوايَ بالأعراس |
هنّ الحظوظ فعش بهن ولا تقل | عقلي أعيش به ولا احساسي |
وضحت خفيات الأمور لفكرتي | وأمور هذا الحظ في إلباس |
هنئت حظك يا دمشق بحاكم | أمنَ الرجاءُ به من الإبلاس |
قاضي القضاة وإنها لمكانة ٌ | طهرت بسؤدده من الأدناس |
ذو البيت طافَ به الرجاء ملبياً | داعي الفخار الى الندى والباس |
نسبٌ من الأنصار زانَ سماءه | من ولده حرسٌ من الأحراس |
المشرقين اذا ادلهمت حالة ٌ | إشراق ضوء الصبح في الإغلاس |
والصائنين من المعائب عيبة ً | نبوية ً مسكية الأنفاس |
والحافظين الشرع إما فارس | أو جالس للحكم بين أناس |
عبروا وقد وصلوا عليّ فخارهم | بعليهم فاعجب لحسن جناس |
اللابس التقوى سماً وفعائلاً | فانظر له في الفضل فضل لباس |
مغني الأنام فما تعطل عنده | في الحكم غير محاضر الإفلاس |
ومعجّل الجدوى جزافاً لا كمن | هو ضارب الاخماس في الاسداس |
ومجدد العلم الذي شدّت له | للطالبين قدآثم الأحلاس |
وافى الشآم فأشرقت أيدي اللهى | وجرت أمور العدل بالقسطاس |
وتجلّت الأحكام شمس ظهيرة | وأطاع عطف الدهر بعد شماس |
وتنزهت في حكمها عن قادح ٍ | كلمٌ تضيء إضاءة المقباس |
ثبتٌ تمرّ عليه أقوال العدى | مرّ الرياح على الأشم الراسي |
بمدارس فيها العلوم تبرجت | والجود قد أخفى بني مرداس |
بين السراة وبين نقد خلاصه | مابين مصري وبين نحاس |
وبكفه القلم المسدد سهمه | يوم الندى والعلم في القرطاس |
قلم ينصّ على إمامة فضله | فيروقنا بشعاره العباسي |