ايُّـهذا الحنينُ ، يا عـدوِّي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لي ثلاثونَ عاماً معكْ | نلتقي مثل لصّينِ في رحلةٍ لم يُـلِـمّـا بكلِ تفاصيلها ؛ | عرباتُ القطار | تتناقصُ عبرَ المحطاتِ | والضوءُ يشحبُ ، | لكنّ مقعدَك الخشبيّ الذي ظلَّ يَشغلُ كلَّ القطاراتِ ما زال محتفظاً بثوابتهِ | بـحُزوزِ السنين | بالرسومِ الطباشيرِ | بالكامراتِ التي لم يعدْ أحدٌ يتذكرُ أسماءَها | بالوجوهِ | وبالشجرِ النائمِ الآنَ تحت الترابِ… | استرقْـتُ إليكَ النظرْ | لحظةً | ثم أسرعتُ ألهثُ نحو المقاعدِ في العرباتِ الأخيرةِ ، | مبتعداً عنكَ … | …………… | …………… | …………… | قلتُ : الطريقُ طويلٌ ؛ | وأخرجتُ من كيسيَ الخيشِ خبزاً وقطعةَ جبنٍ … | وإذْ بي أراكَ | تقاسمني الخبزَ والجبنَ ! | كيفَ انتهيتَ إليَّ ؟ | وكيف انقضضْتَ عليَّ كما يفعلُ الصقرُ ؟ | فاسمعْ : | أنا لم أقطعْ عشراتِ الآلافِ من الأميالِ | ولم أطَّـوَّفْ في عشراتِ البلدانِ | ولم أتعرَّفْ آلافَ الأغصانِ | لكي تسلبني أنتَ … الكنــزَ | وتحبسني في زاويةٍ ! | فاترك المقعدَ الآنَ ، واهبطْ ! | قطاري سيســرعُ بي ، بعد هذي المحطةِ ؛ | فاهبِـطْ | ودعنيَ أمضي إلى حيثُ لن يتوقّفَ يوماً قطارْ … | |