الرعيان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
قد تعني الأرضُ ، لمن يُنْـبتُـها البقلَ ، كثيـراً | أمّـا نحنُ فإنّ الأرضَ لدينا متطايرةٌ | وهشــيمٌ | أخضرُ حيناً ، أصفرُ حيناً | ورمادٌ في الريحِ… | صحيحٌ ، نحن وُلِـدنا في مُـرْتـبَـعٍ ما | في يومٍ ما، لكنا ســربُ جرادٍ | والأرضُ كذلك ســربُ جرادٍ ؛ نبلغُـها فتطير … | لكنّا أبصرْنا ، اليومَ ، قوافلَ فولاذٍ تبحرُ في الرملِ فلا تغرقُ | أبصرْنا في الجوِّ نسورَ حديدٍ وصواعقَ ، | قيلَ لنا : الأرضُ لمن يفتحُـها … | عجباً ! | نحن هنا منذ قرونٍ : | لم نملِكْ | لم نُـمْـلَـكْ . | أحسسنا ، اليومَ ، بأنّ الأرضَ لها معنى … | لا يملكُ واحدُنا غيرَ عباءتهِ الصوفِ | يُـفضـفضُـها صيفاً | كي يلتفَّ بها ، مثلَ الكبشِ ، شــتاءً ؛ | ومع السنواتِ | مع الريحِ | مع المطرِ المتبدلِ والمرعى | سوف يكون اللونُ أخفَّ | يكون الصوف أخفَّ | تكون خيوطُ الصوفِ ملائكةً … | إذّاكَ يفارقُ واحدُنا عُـمْـرَ عباءتهِ ، ليموت… | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .