بكى الشعر أيام المنى والمنائح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بكى الشعر أيام المنى والمنائح | ففي كل بيت للثنا صوت نائح |
وغاضت بحور المكرمات وطوحت | بأهل الرجا والقصد أيدي الطوائح |
ولما ادلهمت صفحة الافق بالأسى | علمنا بأن الشهب تحت الصفائح |
حيا المزن أسعدني على فقد سادة | بدمع كجدواهم على الناس طافح |
أبعد بني شادٍ وقد سكنوا الثرى | قريض لشادٍ أو سرور لفارح |
أبعد ملوك العلم والبأس والندى | تشب العلى نار القرى والقرائح |
أما والذي أخلى حمى الملك منهمُ | وعمّر بالعليا رسوم الضرائح |
لئن أوحشوا منهم بيوت مقامهم | لقد أوحشت منهم بيوت المدائح |
يجرح قلبي بعدهم صوت ساجعٍ | يذكرني عهدَ الأيادي السوافح |
فيا فرخ ضعفي حيث صرت فريسة | وصار حمامُ الأيك في الطير جارحي |
تلا فقد إسماعيل فقد محمد | فيا للأسى من فادح بعد فادح |
وزالاَ فما انسان عيني بممسكٍ | بكاءَ ولا انسان قول بكادح |
كأن زناد الفضل لم يورِ منهما | سنا شيم ما فيه قولٌ لقادح |
كأن لم يقم بالمكرمات مطوق | لدى الباب يشدو بالثناشد وصادح |
خذ الزاد يا ضيف المكارم وارتحل | بنوح فقد أقوت ربوع المنائح |
نزحت دموعاً أو نزحت ركائباً | فلله في الحالين حسرة نازح |
بروحي ديار الفضل صوح روضها | كأن لم يجب فيها المنى صوت صائح |
بروحي غريب الدار والنعش عائدٌ | إلى أرضه الثكلى غريب النوائح |
بروحي نظير الغصن في دوحة العلى | رماه فأوداه الزمان ببارح |
رمى فرعه من بعد ما مد ظله | على كل غادٍ م العفاة ورائح |
و جمل دنيانا ببث جميلة ٍ | و غطى على مكروهها والقبائح |
و ساس رعايا أرضه وأطاعه | على جانب العاصي هوى كل جامح |
و أعطى عطاء السحب في حال عسرة | تقوم بأعذار النفوس الشحائح |
و زواج بين الحلم والبأس ملكه | فمن أعزل مثل السماك ورامح |
ورتل من أسلافه سور العلى | خواتمها موصولة بالفواتح |
و قام إلى جمع المحامد طامحاً | فوالله لم يعدل به عزم طامح |
و والله ما نقضي حقوق محمد | إذا نحن أثنينا عليه بصالح |
و لو أمكن الغيث الفدى بوليه | فدى صالحاً من آل شادٍ بطالح |
ورد الردى عن فائض البر عنده | أعزّ مكان في الدنى سرح سائح |
هو الموت لو يثنيه بأسٌ ونائل | ثنته سجايا كفه في الجوانح |
هو الموت ما يعييه ثاو بمغفل | و لا واصل في النبذ من خطو سابح |
ولا أسدٌ يرنو بأحمر أجزرٍ | تكاد به تشوى لحوم الذبائح |
ولا أسد الأبراج في الشهب كاسرا | بتكرارها سرت نفوس الصحائح |
كفى ببني أيوب للناس واعظاً | وان صمتت أفواههم في الضرائح |
ومرقى المنايا نحو آفاق عرشهم | وما كان يرقى نحوها طرف طامح |
سلام على جنات اجداثهم ولا | سلام لنار الحزن بين الجوانح |