أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا | وجاذبتهُ يدُ الاشواقِ فانجذبا |
واستخرجَ الحبّ كنزا من محاجره | فقام يبكي على أحبابهِ ذهبا |
صب يرى شرعة ً في الحب واضحة ً | فما يبالي إذا قال الوشاة صبا |
نحا الهوى فكره العاني فصيرهُ | بعامل القد لا ينفيك منتصباً |
مقسم الدمع والأهواء تحسبه | بين الصدود وبين النأي منتهبا |
ذو وجنة ٍ بمجاري الدمع قد قرحت | و خاطر بجناح الشوق قد وجبا |
كأنَّ مهجتهُ ملتهُ فاتخذت | سبيلها عنه في بحر البكى سربا |
يا ساريَ البرق في آفاق مصر لقد | أذكرتني من زمان النيل ماعذبا |
حدّث عن البحرِ أو دمعي ولاحرجٌ | و انقل عن النار أو قلبي ولا كذبا |
و اندب على الهرم الغربي لي عمراً | فحبذا هرمٌ فارقته وصبا |
و قبّل الارضَ في بابِ العلاءِ فقد | حكيتَ من أجلِ هذا الثغرَ والشبنا |
و اهتف بشكواي في ناديه انّ بهِ | في المكرماتِ غريباً يرحمُ الغربا |
هذا الذي إن دعا الاقرانُ فكرتهُ | قالت عزائمهُ ليس العلى لعبا |
و في الكتابة َ في علمٍ وفي عملٍ | هذا وعارضهُ في الخدّ ما كتبا |
و جانست فضل مرباهُ فضائلهُ | فراحَ في حالتيهِ يتقن الأدبا |
ذو البيت إن حدّثت عنه العلى خبرا | جاءت باسنادها عنه أباً فأبا |
بيتٌ أفاعيلهُ في الفضلِ وازنة ٌ | فما تراهُ غداة َ المدحِ مضطربا |
لذت مناسبه في لفظِ ممتدح | حتى حسبنا نسيباً ذلك النسبا |
و طالع الفكر من أبنائه سيراً | فما رأى غير أبناء من النجبا |
يقفو أخٌ في المعالي والعلوم أخاً | فيطلع الكل في آفاقها شهبا |
من كلّ ذي قلمٍ أمست مضاربه | سيفاً لدولة ِ ملكٍ يدفعُ النوبا |
أما ترى بعليٍّ مصرَ فارحة | فلا عليًّا فقدناه ولا حلبا |
مهدي المقال لا سماع الورى دررا | و ممطر الجود في أيديهمو ذهبا |
يصبوا اذا نطقَ الصابي ويرمقه | طرفُ ابن مقلة َ بالاجلال ان كتبا |
لم أنس لم أنس من أنشائه سحباً | بآية النظم يتلو قبلها سحبا |
مرتّ بلفظِ فتيّ الروم قائلة | ما تطلب الروم ممن أعجزَ العربا |
لو أن فحل كليب شامَ بارقها | أمسى يلفّ على خيشومه الذنبا |
تلكَ التي بلغت في الحسن غايته | و لم تدع لنفيس بعدها رتبا |
حتى اغتدى الدرّ في أسلاكه صدفاً | و المندل الرطب في أوطانهِ حطبا |
و طارحتني وشيبي شاغلٌ أذني | أبعدَ خمسينَ مني تبتغي الأدبا |
يا سيداً سرّني مسراهُ في نهج | لن يستطيعَ له ذو فكرة طلبا |
هذي يديهتكَ الحسناء ما تركت | للسحر والنحل لاضرباً ولا ضرَبا |
متى أشافه هذا اللفظَ من كتب | تملى فاملأ من أوصافهِ الكتبا |
شكراًلاقلامك اللاتي جرت لمدى | في الفضل أبقى لباغي شأوه التعبا |
حلت وأطربت المصغي وحزت بها | فضل السباق فسماها الورى قصبا |