ليلُ وصل معطرُ الإرجاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليلُ وصل معطرُ الإرجاء | لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء |
زارني من هويته باسمَ الثغ | ر فجلى غياهبَ الظلماء |
التقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي | فكأني ما نلتُ طيبَ اللقاء |
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس | فح غنمناهُ قبلَ يومِ التنائي |
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ | ودجاهُ كاليومِ في الاضواء |
فكأني بالأمن في ظل إسما | عيلَ ربِّ العلى وربِّ الوفاء |
ملك أنشرَ الثنا في زمان | نسي الناس فيه ذكر الثناء |
هاجرٌ حرفَ لا اذا سئل الجو | دَ كهجران واصل للراء |
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح | وجُ قصادَهُ إلى الشفعاء |
شاعَ بالكتمِ جودُ كفيه ذكراً | فهو كالمسكِ فاحَ بالاخفاء |
جاد حتى كادت عفاة حماهُ | لا يذوقون لذة ً للحباء |
كلما ظنَّ جودهُ في انتهاء | لائمٌ عادَ جودهُ في ابتداء |
عذلوهُ على النوال ِفأغروا | فنداه نصبٌ على الاغراء |
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ | ملِ فيهِ طوائفَ الشعراء |
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ | في اقتدار وهيبة ٌ في حياء |
رب وجناء ضامر تقطعُ البي | دَ على إثر ضامر وجناء |
في قفار يخافُ في أفقها البر | قُ سرى فهو خافقُ الأحشاء |
رتعت في حماك ثم استراحت | من أليمين الرحلِ والبيداء |
وظلام كأن كيوان أعمى | سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء |
ذكر السائلون ذكركَ فيهِ | فسروا بالأفكار في الأضواء |
وحروبٍ تجري السوابحُ منها | في بحار مسفوحة ٍ من دماء |
من ضراب تشبّ من وقعهِ النا | رُ وتطفى حرارة ُ الشحناء |
يئس الناس اذ تجلى فجلَّ | يت دجاها بالبأس والآراء |
فأجل عني حالاً أراني منها | كلَّ يوم في غارة ٍ شعواء |
فكفى من وضوحِ حالي أني | في زماني هذا من الأدباء |
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي | ضيعة َ السيفِ في يدٍ شلاّء |
غيرأني على عماد المعالي | قد بنيت الرجا أتم بناء |
ليت شعري من منك أولى بمثلي | يافريدَ الأجوادِ والكرماء |
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا | قاهرَ البأس فارجَ الغماء |
لمواليك ما ارتجى من بقاءٍ | ولشانيك ما اختشى من فناء |