وفت لك ذات المبسم العذب بالوصل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وفت لك ذات المبسم العذب بالوصل | ووافت على طول التباعد والمطل |
من الغيد تحكي إن بدت غصن النقا | وشمس الضحى فاستجن ما شئت واستجلي |
أشد مضاءا من ظبي الهند لحظها | وأحلا مذاقا لفظها من جنى النحل |
دعاني إلى وجدي بها سحر طرفها | ودل فؤادي نحوها ملق الدل |
وليلة زارتني وعندي هجرها | غرام مضى بالجسم والروح والعقل |
ضممت قوام القد ليلة وصلها | فحققت ظني إنها ألف الوصل |
وفزت وقد نامت عيون عواذلي | من المرشف المعسول بالعل والنهل |
ويعذلني خالي الفؤاد من الجوى | ولكن في أذني وقرا عن العذل |
وإني على أخذ الغرام بمقودي | لأصبو إلى المجد المؤثل والفضل |
أروح وأغدو دائما ليس لي سوى | طلاب العلى والحمد لله من شغل |
أهيم بأبكار القريض فلم أزل | لها أبدا ما عشت أملي وأستملي |
فمن ملح سيرتها أدبية | ومن غزل ما قاله أحد قبلي |
ومن مدح كالروض حسنا بعثتها | إلى ذي العطاء الجم والنائل الجزل |
إلى كعبة الجدوى إلى حرم الغنى | إلى المعقل الأسمى إلى الجانب السهل |
إلى السيد الندب الذي ليس في العلى | له مثل والمثل يبصر بالمثل |
إلى شرف الدين الحسين الذي له | عزائم أغنته عن الخيل والرجل |
إلى الماجد الوهاب أسمح من خبا | بكف وأسما من يسير على رجل |
إلى أصيد رحب الفنا جود كفه | إذا ضن هامي الوبل تغني عن الوبل |
إلى ملك جارته أملاك عصره | ولكنه من دونهم فاز بالخصل |
إلى فرع مجد أصله سيد الورى | فبورك من فرع كريم ومن أصل |
وذو الجود لم يبرح به ذا صبابة | فليس يرى عارا أشد من البخل |
ومنجز ميعاد الأماني لوقته | فما قال إلا أتبع القول بالفعل |
إذا انهمرت من كفه سحب نائل | فأي محل يشتكي صولة المحل |
تهن عقيد المجد بالمنة التي | حبيت بها واشكر لذي المن والفضل |
أنلت قصاري ما اقترحت على المنى | ولف القدير الحق شملك بالأهل |
وجاءك هذا الدهر مستغفرا لما | جنى سابقا فاغفر له زلة النعل |
وقابله بالصفح الجميل فقد أتى | إليك أسيرا للضراعة والذل |
ولا زلت موفور الغنى حائز المنى | مبيد الأعادي مالك العقد والحل |