يهنا المعالي قدوم منك ميمون
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يهنا المعالي قدوم منك ميمون | سر الوجود به والملك والدين |
كادت لأجلك أن تعطي البشير به | فتور أعينهن الخرد العين |
وود كل محب لو حباه بما | حواه قيصر أو ما حاز قارون |
وماست السمر وافترت لذاك ثغور البيض وارتعدت منه الفراعين | ... |
وكادت الأرض تيها أن تميد بنا | لو لم يكن فوقها منكم أساطين |
وفاخرت بك بغدادا أزال وقد | وافى إليها أمين منك مأمون |
وتاهت الأرض مذ وافيت وافتخرت | بوطي نعلك حتى الماء والطين |
حمى حماها هزبر منك مفترس | وصارم من سيوف الله مسنون |
وافيت في يوم سعد زدته شرفا | فكل مارد نحس فيه مسجون |
يوم الغدير الذي فيه لحيدرة | على إمامته نص وتبيين |
ولاه أحمد عن أمر أتاه به | عن الإله أمين الله جبرين |
رحلت عن دار ملك أنت بهجتها | فكل قلب إلى أن عدت محزون |
ندعو لك الله في حل ومرتحل | وللسعادة والإقبال تأمين |
وعدت لا شاكيا وغث الرحيل ولا | في صفقة المجد والعلياء مغبون |
لك السيوف اللواتي لا يفارقها | أنا قصدت بها نصر وتمكين |
لك الرماح اللواتي لا يزال لها | مذ أشرعت من عداة الدين مطعون |
لك العلوم اللواتي لا تمد بها | إلا وغاض حياء منك سيحون |
لك الحلوم اللواتي كاد ثاقبها | يرى الذي في ضمير الكون مخزون |
لك العطايا اللواتي قد دعاك بها | حقا أباها اليتامى والمساكين |
لك الخصال اللواتي بان مذ ظهرت | بها على فضلك الجم البراهين |
لله فيك إرادات حباك بها | رب الأنام وسر فيك مكنون |
أبوك طه نبي الله كان وما | لآدم في ضمير الكون تكوين |
وحيدر قاتل الأحزاب منتهب الألباب صنو رسول اله هارون | ... |
قل للموالين عزوا ما بدا لكم | وللمعادين مهما شئتم هونوا |
قد أطلعت غابة الإقبال ليث شرى | مرامه بقرين السعد مقرون |
وقد بدا في بروج اليمن نجم على | ترمي به من أعاديه الشياطين |
وقد تربع في دست العلى ملك | شهم له طائر في الملك ميمون |
وقد نحا قبله العليا إمام تقي | بر به قام مفروض ومسنون |
وقد رقي منبر الإحسان مختطب | له من الله تسديد وتلقين |
وقد أقام قوام الملك من أود | به فعاد إليه العدل واللين |
حلى الإله به جيد العلى فله | منه مدى الدهر تزيين وتحسين |
ملك أغر حوى ما كان من قدم | عليه آباؤه الغر الميامين |
نادى المعالي فانقادت لطاعته | ودان منها له الأبكار والعون |
تصيبه في الحرب أسياف مهندة | يسيل منها على أعدائه الهون |
وأسمر لين الأعطاف معتدل | وسابري عظيم السرد موضون |
يا طالب الرزق لا تقصد سواه ففي | يديه رزقك مكفول ومضمون ويا أخا السعي يمم يم راحته وقر عينا ففيه العين لا النون |
له المكارم طبعا فيه قد خلقت | وهن في غيره وهو تظنين |
يا من به تفخر الدنيا إذا افتخرت | ومن بذكر اسمه تزهى الدواوين |
إليكها مدحة تعنو لبهجتها | زهر الكواكب لا ورد ونسرين |
مرقوقة لم تحك شبها لها عدن | ولا حكى نشرها المسكي دارين |
قضى بها العبد حقا من ثناك وإن | يقل عندك منثور وموزون |
لكن إضافة ود فيك ثابتة | لم يسع في قطعها مذ كان تنوين |
وما يكون مديحي فيكم ولقد | أثنى على فضلكم طه وياسين |
يذل كل عزيز عند عزكم | وكل غاية فوق عندكم دون |
عشق عمر نوح على رغم الحسود فما | بقيت لم يبق في الأرضين مسكين |