لولا ضني جسدي والمدمع الجاري
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لولا ضني جسدي والمدمع الجاري | ما كنت أظهر للواشين أسراري |
يا هاجرين بلا ذنب ولا سبب | عطفا ولو بخيال في الدجى ساري |
لا تمنعوا طيفكم من أن يمر بنا | فما على عبرات الطيف من عار |
سلوا اللواحظ هل عند القلوب لها | ثار فهن يردن الأخذ بالثار |
وما لها تسلب الألباب إن نظرت | كأن في كل لحظ بيت خمار |
مالي وللغيد ما زالت لواحظها | تسطو بكل رقيق الحد بتار |
وبي مهفهفة ما دار ناظرها | إلا واصمي فؤاد البيهس الضاري |
يا نائما عن سهادي لا بليت بما | أبليت قلبي من شوق وتذكار |
عرج على أربع للصبر قد درست | وقف على دمن منها وآثار |
ويا عذولي ترفق لا تلم كلفا | يهيم ما بين أنجاد وأغوار |
عار علي سلوي عن هواي وما | عليك في ترك عذل الصب من عار |
لقد تزينت فيها بالغرام كما | تزينت بعماد الدين أشعاري |
أجل آل رسول الله أعلمهم | منزه العرض عن حوب وآصار |
أبو علي عظيم الشان من ظهرت | له براهين فضل ذات أنوار |
جم المكارم أعلى الناس مرتبة | مسدد الرأي في ورد وإصدار |
بحر غدا عيبة للعلم واعية | فريدة في علوم العترة الواري |
حوى من العلم ما لم يحوه أحد | من الخلائق من بدو وحضار |
أوتي من السنة البيضاء ما عجزت | عنه نحارير رهبان وأحبار |
يا جاهلا دع محالا لا ينال فلم | يظفر بنيل المعالي غير صبار |
أعداؤه نطقت حساده اعترفت | بفضله لم يسعهم نهج إنكار |
وكيف لا وهو في التحقيق معجزة | ونعمة للبرايا ذات مقدار |
أضحت به روضة الأيمان يانعة | مخضرة ذات أزهار وأثمار |
ودين آل رسول الله متضحا | أزاحه عن مزلات وأخطار |
لا سيما نهج من جاءت مبشرة | به صحيحات أخبار وآثار |
حبيب طه أمير المؤمنين أبي الحسين أفضل داع صفوة الباري | ... |
ما زال يدأب في تبيين منهجه | مرغبا فيه في جهر وإسرار |
مثابرا كل حين ليس يصرفه | عن هديه عذل جهال وأغمار |
وافي إلى سرح صنعا بعد أن ظمئت إليه شوقا وصارت ذات إعصار | ... |
فأصبحت في برود الفخر تائهة | حتى غدت كرياض ذات أزهار |
ولم تزل أبدا من زهوها طربا | به تقول بترداد وتكرار |
يا نعمة الله حلي في منازلنا | وجاورينا رعاك الله من جار |
وكيف لا تفضل الأقطار قاطبة | وقد حوت بحر علم نجل أطهار |
يهنيك أرض أزال إذ حويت جليل القدر من طاب في خبر وأخبار | ... |
أعظم به من قدوم قد هزمت به | عن قلب كل محب جيش أكدار |
بشيره لو بغى جعلا نكافئه | به سمحنا بأسماع وأبصار |
قرت به أعين الأحباب وانهزمت | عنهم كتائب أحزان وأفكار |
وظل كل عدو مذ غدوت بها | من غمه يتشكى ضيق أقطار |
تاب الزمان وأضحى الدهر معتذرا مما جناه على عمد وإصرار | ... |
أنلتني ما اقترحت الآن يا زمني | من بعد أن قلمت بالبين أظفاري |
لقد خفضت جناح الذل لي أدبا | وقد قضيت لبانتي وأوطاري |
وعدت عطفا على ذي مقلة أرقت | وطالما بعت يساري بأعساري |
فالحمد لله شكرا لا نفاد له | إذ من فضلا بغيث منه مدرار |
بمن غدا حرما به أمنت وكعبة بغشيانها خففت أوزاري | ... |
لا زال يروي علوم الآل مغترفا | من بحر علم بعيد القعر زخار |
أكرم به من همام ماجد علم | من فتية قادة للناس أخيار |
سادوا الخلائق من عرب ومن عجم | فهم مصابيح علم تهدي الساري |
لهم من الله تشريفا وتزكية | في محكم الذكر آي ذات أسرار |
كآية الود والتطهير والنبأ العظيم حقا فما مقدار أفكاري | ... |
وهل أتى قد أتت فيهم مبينة | لفضلهم فهي تحكي نور أقمار |
صلى الآله عليهم بعد جدهم | من معشر طاهري الأثواب أبرار |