كيف يرضيك على الضيم المقام
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كيف يرضيك على الضيم المقام | ويواتيك على الذل المنام |
كيف أغضيت وفي العين قذى | كيف يغذوك شراب وطعام |
أي نفس حرة أذللتها | لحطام إنما الدنيا حطام |
تقنع النفس بأدنى عيشة | في بلاد كل أهليها لئام |
إن هذا العيش عيش كدر | ليس يرضاه الأبي المستضام |
في زمان أهله زعنفة | همل ملبوسهم عاب وذام |
أهل غدر ليس يرعى فيهم | أبدا عهد ولا توفي ذمام |
قد أهينت عصب الحق به | وأعزت عصب النصب الطغام |
أنت أباء الدنايا هل ترى | بطلا شهما على الضيم ينام |
كم تغاض طال ما قد نالنا | بينهم ذل عظيم واهتضام |
كيف ترضى الذل ما بينهم | أين تلك النفس قل لي يا عصام |
قد بلينا باطراح مثلما | فاز بالحظوة عبد وغلام |
كم سهام رشقتنا فوقت | عن قسي الهون تتلوها سهام |
بعرى الرحمن كن مستمسكا | إنه ما لعري الله انفصام |
ثق به في كل حال لا يكن | لك بالرزق احتفال واهتمام |
لا تؤمل عند كرب غير من | لا نفراج الكرب يدعوه الأنام |
رب كرب قد عرا ثم انجلى | مثلما انجاب عن الصبح الظلام |
إنما الدنيا منام والمنى | حلم والناس في الدنيا نيام |
وإذا ضاقت بنا أرضهم | لم يضق يا سيدي مصر وشام |
هذه خولان أضحت ولها | بك دون الناس وجد وغرام |
تتمنى منك أدنى نظرة | فبها من حرة الشوق أوام |
فمتى عيني تراها ولها | بك بشر وابتهاج وابتسام |
سر إليها واتخذها وطنا | معقلا فيه امتناع واعتصام |
إنما خولان حصن شامخ | حرم من حل فيه لا يرام |
دون درب من جبال قد غدت | دون أدناهن تنهل الغمام |
يا لها من شامخات تغتدي | عندها الشم العلى وهي أكام |
تلك أخياس ليوث لهم | بالرقاق البيض شوق وهيام |
كل ماضي القلب فرد حوله | في الوغى من بأسه جيش لهام |
وكذا الحمية فاعلم أنهم | إن تسمهم قومه للنصر قاموا |
المساعير إذا جد اللقا | المراجيح المساميح الكرام |
كم بهم من رابط الجأش له | إن دجى النقع على الموت اقتحام |
أي حيين لراجي نصرة | وهما خولان طرا والحيام |
حق إن أطنبت في مدحهم | فهم الأقوام والناس القمام |
ليت شعري ليت شعري هل لنا | معشر الحق من البغي انتقام |
هل لنا من يوم نصر أبيض | يقصر الباطل فيه ويضام |
هل لنا من حملات في الوغى | في العدى يندك منهن شمام |
هل نسل البيض من أغمادها | ونرى الأغماد منهم وهي هام |
هل نرى السمر تبدي ألسنا | نفثها عند اللقا الموت الزؤام |
هل نقود الخيل تترى شزبا | جلل الأكفال منهن القتام |
هل نشق النقع يوما بالظبي | مثلما انشق عن الشهب الغمام |
هل نرى الدين عزيزا بعدما | قد غدا بالثمن النزر يسام |
هل لبدر الحق بالله من | بعدما قد ناله المحق تمام |
هل نرى مذهب زيد ظاهرا | فلقد طال اختفاء واكتتام |
قم بنا يا بن النبي المصطفى | نطلب الحق فقد آن القيام |
جد واجهد لا تخف من لائم | ليس من يدعو إلى الحق يلام |
واطرح شأن التواني إنه | من تواني يساعده المرام |
لا يهولنك جهام منهم | هل ترى أمطرت السحب الجهام |
بك يا مولاي يحيى ما بنت | في العلى آباؤك الصيد الكرام |
كم وأنت الليث مرهوب السطا | يسغب الذابل أو يظما الحسام |
قمت للعلياء لما قعدوا | وتنبهت لها والقوم ناموا |
فإذا ما لم تقم في هذه | فعلى الدين وأهليه السلام |