كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد | أين المعين له وأين المسعد |
أأهيل وادي المنحنى وحياتكم | إني على ما تعهدون وأعهد |
لا تنكروا كلفي بكم وصبابتي | هذا الضنى ودموع عيني تشهد |
ما خان قلبي عهدكم أبدا ولا | مدت لسلواني إلى صبري يد |
أأخونكم وأود قوما غيركم | أنى وعهدكم لدي مؤكد |
يا هاجرين وليس لي ذنب سوى | دمع يفيض ولوعة تتجدد |
ومحملي الصب الكئيب صبابة | بين الجوانح حرها لا يبرد |
أكذا يكون جزاء من حفظ الهوى | ورعى عهودكم يهان ويبعد |
وبمهجتي الرشأ الذي من خده | في كل قلب جمرة تتوقد |
الطرف منه مهند والخد منه | مورد والجيد منه مقلد |
يمسي ويصبح آمنا في سربه | وأخاف وهو القاتل المتعمد |
يسبي القلوب بمقلة سحارة | هاروت فتنتها يحل ويعقد |
وبقامة ألفية فتانة | من فوق أرداف تقيم وتقعد |
سكرت معاطفة بكاس رضابه | فلها اعتدال تارة وتأود |
فكأن ذكرى أحمد خطرت لها | ولذكره يندى الجماد الجلمد |
يا مالك الملك العقيم ومن له | في كل أرض أنعم لا تجحد |
مهلا فما فوق السماك لطالب | قصد ولا فوق الثريا مقعد |
أنفقت مالك في الندى مستخلفا | ربا خزائن فضله لا تنفد |
أو يمم الطلاب يم مكارم | إلا وأنت مناهم والمقصد |
علما وحلما باهرا وسماحة | فليهتدوا وليقتدوا وليجتدوا |
سجعوا بذكرك في البلاد وإنما | طوقتهم بالمكرمات فغردوا |
وتعلموا منك المديح فمنك ما | تعطيهم كرما وأنت المنشد |
ما سوحك المحروس إلا جنة | لو أن من يأتي إليه يخلد |
ما زال سيفك منذ كان مجردا | في غير أفئدة العدى لا يغمد |
ماذا أقول وكل قول قاصر | والفضل أكثر فيك منه وأزيد |
الدهر من خطار رمحك خائف | والموت من بتار سيفك يرعد |
كم موقف يوهي الجليد وقفته | للموت فيه توعد وتهدد |
ما زال عنك النصر فيه كأنما | في الكف منك زمامه والمقود |
حتى تردد من رآك أأنت للفتح المبين أم السيوف تجرد | ... |
وهي الرماح الزاعبية أم هي الأقدار ترمي من أردت فتقصد | ... |
وهي السعادة إذ قصدت إلى الوغى | حملتك أم سامي المقلد أجرد |
وهي الجيوش أم المنايا قدتها | للحرب أم بحر خضم مزبد |
هيهات لا يقوى لما تأتي به | بشر ولكن الملائك تعضد |
يا خير من ركب الجياد ومن له | في الكون ألوية الولاية تعقد |
ذللت في الأرضين كل ممنع | فجميع أملاك الورى لك أعبد |
لم يبق إلا مكة فانهض لها | فالله جل بنصره لك منجد |
جرد لها أسياف عزمك إنها | لطلوع نجمك بالسعادة ترصد |
والدهر فيما تبتغيه طائع | والسعد فيما تنتحيه مسعد |
أيصدكم عنها أناس ما لهم | قدم إلى العليا تسير ولا يد |
ولأنتم دون الورى أولى بها | فبها مقر أبيكم والمعهد |
طهر من الترك الطغام بقاعها | فلطال ما عاثوا هناك وأفسدوا |
عود عداة الله من إهلاكهم | ما كان عودهم أبوك محمد |
جرد حسامك إنه في غمده | للغيظ منهم جمرة تتوقد |
وأدر عليهم بالصوارم والقنا | حربا يشيب إذا رآها الأمرد |
ومر الزمان بهم فإن لصرفه | سيفا يشتت شملهم ويبدد |
أين المفر لهم وسيفك خلفهم | في كل ارض أغوروا أو انجدوا |
إن أشهروا جهلا عليك سيوفهم | فلسوف في الهامات منهم تغمد |
أو اشرعوا سمر الرماح فإنها | لا بد في لباتهم تتفصد |
أو أوقدوا نار الحروب فإنها | بدمائهم عما قريب تخمد |
ماذا عسى أن يوقدوا من كيدهم | نارا وربك مطفىء ما أوقدوا |
لا تبتإس بفعالهم فلربما | يكفيك شأنهم القضاء المرصد |
ما فعلهم ويد الإله عليهم | ما فعل سيف ليس تحمله يد |
وهم الكلاب العاويات وإنما | ذاقوا حلاوة حلمكم فاستأسدوا |
الله أسعدكم وأشقى جمعهم | والله يشقي من يشاء ويسعد |
وأراد منك الله جل جلاله | من نصر هذا الدين ما تتعود |
ولسوف تقدح فيهم أسيافكم | شررا لأيسره يذوب الجلمد |
ويقال قوم قتلوا منهم وقوم | أوثقوا أسرا وقوم شردوا |
وإليكها ملك البرية مدحة | كادت لها الشمس المنيرة تسجد |
من صادق في ود آل محمد | يفنى الزمان ووده يتجدد |
نظما تود الغانيات لو أنها | يوما بدر عقوده تتقلد |
يشكوك فقرا قد تحمل قلبه | من اجله كربا تقيم وتقعد |
فقرا أناخ على العيال بكلكل | وسطا فقلت لسيفه ما يولد |
أرسل عليه من نوالك غارة | شعوا تفرق جيشه وتبدد |
وأفض علي بحار جودك منعما | حتى يموت بغيظه من يحسد |
لا زلت مرجوا لكل عظيمة | تبني معالم للعلي وتشيد |
وعليك صلى الله بعد محمد | ما دام ذكرك في البرية ينشد |
والآل ما هبت صبا نجدية | وشدا بذكرك مغور أو منجد |