حتام عن جهل تلوم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حَتّامَ عَنْ جَهْلٍ تَلُومُ | مَهْلاً فَإنَّ اللَّوم لُومُ |
طَرْفي الَّذي يَشْكُو السُّهادَ | وقَلْبيَ المضْنَى الْكَليمُ |
إنَّ الشَّقا في الحُبٍّ عِنْ | دَ العَاشِقينَ هُوَ النعيمُ |
مَا الحُبُّ إلأَّ مُقْلَةٌ | عَبْراءُ أو جِسْمُ سَقيمُ |
وبَلاَبلٌ بَينَ الجوانحِ | لا تَنَامُ ولا تُنيمُ |
يا مَنْ أُكَتِّمُ حبَّه | واللهُ بي وبه عليمُ |
ما لي وما لِلوائِمي | أَعَليكَ ذُو عَقْلٍ يلومُ |
يا هَلْ تُراه يَعُودُ لي | بكَ ذلكَ الزَّمن القديمُ |
وهَنيُّ عَيْشٍ بالِلَوى | لَوْ أنَّ عَيْشَ هنيً يَدوُمُ |
وبِرَامةٍ إذ نِلْتُ مِنْ | وَصْلِ الأحبّةِ مَا أَرومُ |
يا حبّذا تِلكَ الرّبوع | وحبّذا تِلكَ الرسومُ |
يا تَاركينَ بمهجتي | شرراً يذُوبُ لَه الجحيمُ |
طَالَ المِطالَ ولم يهبّ | لِصِدْقِ وعدِكمُ نَسيمُ |
مَطْل الغَنِيّ غريمَهُ | حاشاكمُ خُلقٌ ذميمُ |
أَيَخاَفُ طُولَ المطْلِ مَنْ | أهْلُ الغَريّ لَهُ غَريمُ |
بأبي وبيْ ذاكَ المحلُّ | ومَنْ بتُربَتِهِ مُقيمُ |
يا ليتَ شعري هَلْ إلى | تلكَ المواطن لي قدومُ |
ومَتى أنالُ بهنّ مِنْ | تَعْفير خدّي ما أرومُ |
ومَتَى أرَاني خادِماً | بإزاءِ تُربتِه أقومُ |
حيَّاك قبراً بالغَريّ | مِن الحيا هطلٌ سَجومُ |
يا قبرُ فيك المرتضَى | والسَيّدُ السَّندُ الكريمُ |
فيكَ الوصيُّ أخو النَبي | المخْتَار والنَّبَأُ العظيمُ |
فيكَ النَّجاةُ من الرَّدى | فيكَ الصِّراطِ المستْقَيمُ |
فيكَ الموازرُ والمواخِي | والمواسي والحَميمُ |
فيكَ الشَجاعةُ والنِّدَى | والعِلْمُ والدّينُ القَويمُ |
فِيكَ المكَارمُ والعُلاَ | والمجدُ والشرفُ الصميمُ |
فيكَ الإمامةُ والزَّعامةُ | والكرامة لا تَريمُ |
فيكَ الذي يُشفي بتُربِ | نِعالِه الطَّرفُ السَّقِيمُ |
فيكَ الذي لَو أنصفَتْ | لهَوتْ لِمَصْرعِهِ النّجومُ |
فيكَ الّذي كانَتْ تُحاذرُ | بأسَهُ الصَيدُ القرومُ |
فيكَ الّذي كانَت تخفَ | لِهولِ موقفِهِ الحُلومُ |
فيكَ الخصيمُ عَنِ المُهَيْمنِ | يومَ تجتمعُ الخصومُ |
لِمُحبِّهِ دارُ البَقا | ولِمَنْ يُعاديهِ الجحيمُ |
مَنْ ذا سواهُ لِهَذهِ | وَلِتِلْكَ في الأخرى قَسِيمُ |
صَرَفتهُ أرباب الشَقَا | عَمَّا حَبَاهُ بهِ العَليمُ |
لَمْ تُرْعَ تِلكَ المكرماتُ | وذلك السَّبقُ القديمُ |
خُذْها أَميرَ المؤمنين | كما زَهَا الدرُّ النَّظِيمُ |
كالرَّوضِ باكرَه الحيا | وتَخطّرتْ فيهِ النّسيمُ |
عَذراء لم يَفْتَضَها | أَهْلَ الحجازِ ولا تميمُ |
مِن مُخْلِصٍ لكَ لم تُخالجَهُ | الشّكوكُ ولا الوهوم |
واعْذِرْ فَكلَّ مُفَوَّهٍ | لَسِنٍ بحقّكَ لا يقومُ |
مَنْ ذا يَفِي بعَظيم حَقّكَ | إنّه الحقُّ العَظيمُ |
فأَجِزْهُ واقْبَلْ عَذرَهُ | فالعُذرُ يقْبَلُه الكريمُ |
واشفعْ لَهُ إذْ لَيْسَ يَنْفَعُهُ | الصَّديقُ ولا الحميمُ |
فَعَسَاه يَظْفَرُ مِنْ رِضى | رَبّ الأَنام بما يَرومُ |