لمتى تموه بالمهاة وبالرشا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمتى تموه بالمهاة وبالرشا | وخفي سرك في العوالم قد فشا |
صرح بمن تهوى وقل هو ما تروا | يا عاذلون فعشقه ملأ الحشى |
هو ظاهر وإن اختفى بالشمس أو | بالبدر أو غصن الأراكة كيف شا |
قمر ومطلعة القلوب تحققا | ومغيبه الأوهام مظلمة الغشا |
شغفت به كل العقول وما درت | لما تجلى بالجمال فأدهشا |
فغرام هذا بالغوير ولعلع | وغرام هذا بالمليح إذا مشى |
فإذا اهتدوا عرفوا بمن شغفوا به | واستأنس القلب الذي قد أوحشا |
وستائر الأوهام عنه تحولت | والصبح أسفر وانقضى وقت العشا |
نحن العصابة في شريعة أحمد | حالا وقالا لا نميل إلى الرشى |
نرمى على المتأولين بنبلنا | في نصرة الحق المبين مريشا |
ونظل نرقب نورنا ونذوب في | إشراقه من حين عافنا انتشى |
ونصول في أهل النفوس بربنا | إن حاولوا الشرف الرفيع تحرشا |
الله أكبر هذه ذات البها | والحسن أسفرت اللثام المحتشى |
حتى العدى كذبت بما كذبت به | ووشى بها عند الأجانب من وشى |
وهي المنزهة المقدسة التي | أحيى تجليها القلوب وأنعشا |
وبأمرها ظهرت بما ظهرت ولم | تزل الغيوب لباسها والمفرشا |
يا هذه إني بحبك مغرم | قلق الفؤاد بمهجتي شغف نشا |
كيف اتجهت رأيت وجها ظاهرا | خلف البراقع بالجمال منقشا |
وإذا أردت تجليات جماله | فأنا التجلي لا وجدتك أطرشا |
وجه متى نظرت إليه قلوبنا | بفنائها عنه انجلى وتبشبشا |
ومزيد إنعام بوافر حكمة | منعته رحمته بنا أن يبطشا |
حكم له غلب العقاب فربما | يعفو عن الجاني وإن هو أفحشا |
طير الرجا أبدا عليه مرفوف | قد قر في وكر الغيوب وعششا |
شمس بطلعتها خفافيش الورى | عميت وكان الطرف منها أعمشا |
والكائنات كثلجة ذابت بها | ماء تفرق بالفنا ترششا |
هي ديننا والدين إن يك غيرها | لا زال دينا في البرية مخدشا |
مدت علينا رفرفا من ظلها | كرما وكرما بالعلوم معرشا |