إني أنا فرضه وتقديره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إني أنا فرضه وتقديره | إني أنا خلقه وتصويره |
وجود حق أزيل باطلنا | به ولو ألقيت معاذيره |
غيب من الغيب يستبين بنا | ونحن في روضه شحاريره |
نفصح عنه به فنعجمه | تعريفه يستوي وتنكيره |
نئن حتى تسيل أدمعنا | كأننا في الهوى نواعيره |
ونحن قوم لنا به لغة | تفهم أسرانا نحاريره |
وكل من حاد عن طريقتنا | فحسبه عجزه وتقصيره |
ولا تلوموه إنه رجل | عن الصفا قد ثناه تكديره |
تبارك الله علمنا سجعت | بروض أزهاره عصافيره |
وانتشرت في الورى روائحه | واشتهرت في الملا تباشيره |
وكل هذا بما تضمنه | من كل ما لا يطاق تعبيره |
حقيقة يظهر المجاز بها | ويختفي لا يدوم تقريره |
نعرفه عندما نراه ولا | نراه لكن يعم تزويره |
وقد تجلى بنا فندرك ما | به تجلى وذاك تأثيره |
وحدتنا نحن وهي ظاهرة | في الثنويات وهي تقديره |
فواحد نحن وهو متحد | تدبيرنا في الأمور تدبيره |
واثنان في الغيب نحن وهو ولا | يمكن تغييرنا وتغييره |
هذا هو الحق عند عارفه | وعند من عنده مقاديره |
وليس يدريه غير من سكنت | شؤونه وانمحت تصاويره |
وكان روحا مجردا وهدى | إشراقه زائد وتنويره |