إن الغني إلى المولى من افتقرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إن الغني إلى المولى من افتقرا | في كل حال وعن أغياره نفرا |
وما له رغبة في غير سيده | بحكمه هو راض منه كيف جرى |
يا أغنياء بدرس العلم مطلبكم | مال وجاه وتقريب إلى الأمرا |
خلوا المساكين في علم الإله ولا | تكلفوهم يزيلوا حالة الفقرا |
تحقيركم والأذى منكم لهم حسد | بل ذاك بغض وتقبيح بكم ظهرا |
هم تاركون لكم ما تفخرون به | فلتتركوهم وكفوا عنهم الخبرا |
خذوا التقدم في الدنيا بأجمعه | على الفقير وخلوه يكون ورا |
فكم تسيئون ظنا تغلبون به | فيظهر القهر والدنيا لمن قهرا |
علومكم كلها في الله منشأها | من العقول على مقدار ما خطرا |
أتحسبون بأن الدين أجمعه | ما عندكم من علوم من أراد قرا |
دين النبي ابن عبد الله بحر هدى | أمواجه كل بحر أن بدا بهرا |
لا بالعقول ولا بالفكر يطلبه | من قد أراد وإن طول الدجى سهرا |
وإنما هو في تقوى القلوب وما | في الوسع من طاعة بالصدق منك ترى |
وبانكسار وذل في الطريقة مع | ذوق الفناء بوجدان لديك سرى |
والذكر بالله لا باللفظ تورده | مع غفلة منك عنه كلما ذكرا |
وراقب الله في الأحوال أجمعها | وأحضر لديه به قد فاز من حضرا |
غيب الغيوب بأسرار القلوب له | معاملات توالت تتبع القدرا |