فديتك يا من قد خفيت فلاحا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فديتك يا من قد خفيت فلاحا | وشوقي إليه لا يزال فلاحا |
ولا عجب إن طرت في رويتي له | فمن لطفه أني وجدت جناحا |
ولما بدا وجه له من ورا الورى | رأيت جميع الكائنات ملاحا |
تباركت من سر خفي عن السوى | أباح لنا جهرا لقاه أباحا |
يقول لشي كن وما لشيء غيره | إذا كان لكن قد سترت وباحا |
وما صبغة الأشياء إلا شؤونه | بها يتجلى للأنام كفاحا |
تعاليت يا ساقي القلوب شرابه | برؤية وجه منه ساعة لاحا |
لئن كانت الأكوان في الناس ظلمة | فإنك عندي قد ظهرت صباحا |
وشمس سماء الذات منك لنا بدت | وروض التجلي من صفاتك فاحا |
هو الكل إلا أن صولة فعله | حجاب له يسقي البرية راحا |
فتسكر أرباب العقول فلا ترى | سوى ما لها منها الخيال أتاحا |
وما الحسن إلا وهو للعقل تابع | يرى ما يراه قبضة وسراحا |
ألا يا وحيد الذات أنت وجودنا | وما نحن إلا الحكم منك متاحا |
خطوط بأقلام العقول تخيلا | عن القلم الأعلى صدرن صحاحا |
وما القلم الأعلى سوى عن إرادة | تجل انبعاثا إذ علت ورواحا |
إرادة غيب من مقام مقدس | ببيدائه فهم المنزه ساحا |
قديمة عهد والجميع حوادث | فليس لنا فيها الكلام مباحا |