ترنمت المثاني والمثالث
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ترنمت المثاني والمثالث | فجاء بوصفه ثان وثالث |
وحيد الذات والأسماء شتى | وهن إلى تحققه بواعث |
تجلى بالحجاب على أناس | طبائعهم برؤيته دمائث |
فقرت فيه أعينهم وقوم | تحجب عندهم فيمن يحادث |
وأحفته مظاهره لديهم | فكل سائل عنه وباحث |
فيدنى من يشاء إليه فضلا | ويبعد من يشاء ولا مناكث |
هو الفرد الكثير بما تجلى | وما قد غاب منه عن الحوادث |
دنا قلبي إليه وقد تدلى | بقلبي فالتقى فان وماكث |
فلم يك ههنا أحد سواه | وقد عبثت من الكون العوابث |
ترى كل العقول به حيارى | ولا يدري الشجاع به الدلاهث |
ولكن من هداه هداه كشفا | إليه فلا علوم ولا مباحث |
وجل عن العلوم ومقتضاها | وما هي غير آداب الموارث |
ورثناها عن السلف اقتفاء | لشأن العارفين به الملاوث |
ألا يا من تجلى في فؤادي | فذبت به وطهرت الخبائث |
وكان ولم أكن وحلفت أني | كغيري لا أكون ولست حانث |
وجودك منشاي وبه فناءي | كحال الأحفياء بك الأشاعث |
مجرد نسبة بالوهم قامت | ومحض إضافة بالجهل كارث |
شهدنا وجهك الميمون فينا | شهود فتى لعلم الغيب وارث |
ونحن السابقون إليك طلقا | وإن نبحت أكاليب لواهث |
وفينا الهاشمية من قريش | مناسبة نفت سحر النوافث |
تطير بنا إلى أوج المعالي | وتسري بالنجيبات الحنائث |