هلا وقفت على المكان المعشب
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
هلا وقفت على المكان المعشب | بين الطويلع فاللوى من كبكب |
فنجاد توضح فالنضائد فالشظا | فرياض سنحة فالنقا من جونب |
طال الثواء على منازل اقفزت | من بعد هند والرباب وزينب |
أدم حللن بها وهن أوانس | كالعين ترعى في مسالك اهضب |
يضحكن من طرب بهن تبسما | عن كل أبيض ذي غروب أشنب |
حور مدامعها كأن ثغورها | وهنا صوافي لؤلؤ لم تثقب |
أنس حللن بها نواعم كالدمى | من بين محصنة وبكر خرعب |
لعساء واضحة الجبين اسيلة | وعث المؤزر جثلة المتنقب |
كنا وهن بنضرة وغضارة | في خفض عيش راغد مستعذب |
أيام لي في بطن طيبة منزل | عن ريب دهر خائن متقلب |
فعفا وصار إلى البلا بعد البنا | وأزال ذلك صرف دهر قلب |
ولقد حلفت وقلت قولا صادقا | بالله لم آثم ولم اتريب |
من حمير أهل السماحة والندى | وقريش الغر الكرام وتغلب |
أين التطرب بالولاء وبالهوى | أإلى الكواذب من بروق الخلب |
أإلى أمية أم إلى شيع التي | جاءت على الجمل الخدب الشوقب |
تهوى من البلد الحرام فنبهت | بعد الهدو كلاب أهل الحوأب |
يحدو الزبير بها وطلحة عسكرا | يا للرجال لرأي أم مشجب |
يا للرجال لرأي أم قادها | ذئبان يكتنفانها في أذؤب |
ذئبان قادهما الشقا وقادها | للحين فاقتحما بها في منشب |
في ورطة لحجا بها فتحملت | منها على قتب باثم محقب |
أم تدب إلى ابنها ووليها | بالمؤذيات له دبيب العقرب |
أما الزبير فحاص حين بدت له | جأواء تبرق في الحديد الأشهب |
حتى إذا أمن الحتوف وتحته | عاري النواهق ذو نجاء ملهب |
أثوى ابن جرموز عمير شلوه | في القاع منعفرا كشلو التولب |
واغتر طلحة عند مختلف القنا | عبل الذراع شديد أصل المنكب |
فاختل حبة قلبه بمذلق | ريان من دم جوفه المتصبب |
في مارقين من الجماعة فارقوا | باب الهدى وحيا الربيع المخصب |
خير البرية بعد احمد من له | مني الهوى والي بنيه تطربي |
أمسي وأصبح معصما مني له | بهوى وحبل ولا ية لم يقصب |
ونصيحة خلص الصفاء له بها | مني وشاهد نصرة لم يعزب |
ردت عليه الشمس لما فاته | وقت الصلاة وقد دنت للمغرب |
حتى تبلج نورها في وقتها | للعصر ثم هوت هوي الكوكب |
وعليه قد حبست ببابل مرة | أخرى وما حبست لخلق مغرب |
ألا ليوشع أو له من بعده | ولردها تأويل أمر معجب |
ولقد سرى فيما يسير بليلة | بعد العشاء بكربلا في موكب |
حتى أتى متبتلا في قائم | القى قواعده بقاع مجدب |
تأتيه ليس بحيث تلقى عامرا | غير الوحوش وغير أصلع أشيب |
في مدمج زلق أشم كأنه | حلقوم أبيض ضيق مستصعب |
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا | كالنسر فوق شظية من مرقب |
هل قرب قائمك الذي بوئته | ماء يصاب فقال ما من مشرب |
إلا بغاية فرسخين ومن لنا | بالماء بين نقا وقي سبسب |
فثنى الأعنة نحو وعث فاجتلى | ملساء تبرق كاللجين المذهب |
قال اقلبوها إنكم إن تقلبوا | ترووا ولا تروون إن لم تقلب |
فاعصو صبوا في قلعها فتمنعت | منهم تمنع صعبة لم تركب |
حتى إذا أعيتهم أهوى لها | كفا متى ترد المغالب تغلب |
فكأنها كرة بكف حزور | عبل الذراع رحابها في ملعب |
فسقاهم من تحتها متسلسلا | عذبا يزيد على الألذ الأعذب |
حتى إذا شربوا جميعا ردها | ومضى فخلت مكانها لم يقرب |
أعني ابن فاطمة الوصي ومن يقل | في فضله وفعاله لم يكذب |
ليست ببالغة عشير عشير ما | قد كان أعطيه مقالة مطنب |
صهر النبي وجاره في مسجد | طهر بطيبة للرسول مطيب |
سيان فيه عليه غير مذمم | ممشاه أن جنبا وإن لم يجنب |
وسرى بمكة حين بات مبيته | ومضى بروعة خائف مترقب |
خير البرية هاربا من شرها | بالليل مكتتما ولم يستصحب |
باتوا وبات على الفراش ملفعا | فيرون أن محمدا لم يذهب |
حتى إذا طلع الشميط كأنه | في الليل صفحة خد أدهم مغرب |
ثاروا لأخذ أخي الفارش فصادفت | غير الذي طلبت أكف الخيب |
فوقاه بادرة الحتوف بنفسه | حذرا عليه من العدو المجلب |
حتى تغيب عنهم في مدخل | صلى الإله عليه من متغيب |
وجزاه خير جزاء مرسل أمة | أدى رسالته ولم يتهيب |
فتراجعوا لما رأوه وعاينوا | أسد الإله مجالدا في منهب |
قالوا اطلبوه فوجهوا من راكب | في مبتغاه وطالب لم يركب |
حتى إذا قصدوا لباب مغاره | ألفوا عليه نسيج غزل العنكب |
صنع الإله له فقال فريقهم | ما في المغار لطالب من مطلب |
ميلوا وصدهم المليك ومن يرد | عنه الدفاع مليكه لا يعطب |
حتى إذا أمن العيون رمت به | خوص الركاب إلى مدينة يثرب |
فاحتل دار كرامة في معشر | آووه في سعة المحل الأرحب |
وله بخيبر إذ دعاه لراية | ردت عليه هناك أكرم منقب |
إذ جاء حاملها فأقبل متعبا | يهوي بها العدوي أو كالمتعب |
يهوي بها وفتى اليهود يشله | كالثور ولي من لواحق أكلب |
غضب النبي لها فأنبه بها | ودعا أخا ثقة لكهل منجب |
رجلا كلا طرفيه من سام وما | حام له بأب ولا بأبي أب |
من لا يفر ولا يرى في نجدة | إلا وصارمه خضيب المضرب |
فمشى بها قبل اليهود مصمما | يرجو الشهادة لا كمشي الأنكب |
تهتز في يمنى يدي متعرض | للموت أروع في الكريهة محرب |
في فيلق فيه السوابغ والقنا | والبيض تلمع كالحريق الملهب |
والمشرفية في الأكف كأنها | لمع البروق بعارض متحلب |
وذو والبصائر فوق كل مقلص | نهد المراكل ذي سبيب سلهب |
حتى إذا دنت الأسنة منهم | ورموا فنالهم سهام المقنب |
شدوا عليه ليرجلوه فردهم | عنه باسمر مستقيم الثعلب |
ومضى فاقبل مرحب متذمرا | بالسيف يخطر كالهزبر المغضب |
فتخالسا مهج النفوس فاقلعا | عن جري أحمر سائل من مرحب |
فهوى بمختلف القنا متجدلا | ودم الجبين بخده المتترب |
أجلي فوارسه وأجلي رجله | عن مقعص بدمائه متخضب |
فكأن زروه العواكف حوله | من بين خامعة ونسر أهدب |
شعث لعافطة دعوا لوليمة | أو ياسرون تخالسوا في منهب |
فاسأل فأنك سوف تخبر عنهم | وعن ابن فاطمة الأغر الأغلب |
وعن ابن عبد الله وقبله | وعن الوليد وعن أيه الصقعب |
وبني قريظة يوم فرق جمعهم | من هاربين وما لهم من مهرب |
وموائلين إلى أزل ممنع | راسي القواعد مشمخر حوشب |
رد الخيول عليهم فتحصنوا | من بعد أرعن جحفل متحزب |
إن الضباع متى تحس بنبأة | من صوت اشوس تقشعر وتهرب |
فدعوا ليمضي حكم احمد فيهم | حكم العزيز على الذليل المذنب |
فرضوا بآخر كان أقرب منهم | دارا فمتوا بالجوار الأقرب |
قالوا الجوار من الكريم بمنزل | يجري لديه كنسبة المتنسب |
فقضى بما رضى الإله لهم به | بالحرب والقتل الملح المخرب |
قتل الكهول وكل أمرد منهم | وسبى عقائل بدنا كالربرب |
وقضى عقارهم لكل مهاجر | دون الألي نصروا ولم يتهيب |
ونجم إذ قال الإله بعزمة | قم يا محمد بالولاية فاخطب |
وانصب أبا حسن لقومك أنه | هاد وما بلغت إن لم تنصب |
فدعاه ثم دعاهم فاقامه | لهم فبين مصدق ومكذب |
جعل الولاية بعده لمهذب | ما كان يجعلها لغير مهذب |
وله مناقب لا ترام متى يرد | ساع تناول بعضها بتذبذب |
أنا ندين بحب آل محمد | دينا ومن يحيهم يستوجب |
منا المودة والولاء ومن يرد | بدلا بآل محمد لا يحبب |
ومتى يمت يرد الجحيم ولا يرد | حوض الرسول وإن يرده يضرب |
ضرب المحاذر أن تعر ركابه | بالسوط سالفة البعير الأجرب |
كان قلبي حين يذكر أحمدا | ووصي أحمد نيط من ذي مخلب |
درى القوادم من جناح مصعد | في الجو أو بذرى جناح مصوب |
حتى يكاد من النزاع إليهما | يفرى الحجاب عن الضلوع الصلب |
هبة وما يهب الإله لعبده | يزدد ومهما لا يهب لا يوهب |
يمحو ويثبت يشاء وعنده | علم الكتاب وعلم ما لم يكتب |