رقص الهزار على الغصون الميس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رقص الهزار على الغصون الميس | لما جرى في الروض ساقي الأكؤس |
وشدا فصفقت الجداول بهجة | وتنبهت طرباً عيون النرجس |
وأطلت الأزهار من أكمامها | تفتر عن درر الحيا المتبجس |
ألقى عليها الصبح بيض رياطه | فطلعن بين مورد ومورس |
وسرى النسيم على جوانبها وقد | حيا فحيته بخفض الأرؤس |
وحبته طيب شذا كأن أريحه | من مدح ذي الشرف السني الأقدس |
السيد الراعي الذي في ظله | وجدت خراف الله أمنع محرس |
هو بطرس الحبر المعظم من نفي | إيمان بطرس عنه عثرة بطرس |
طهرت وبرت منه نفس حرة | بشوائب الأيام لم تتدنس |
متزمل بالطيلسان ودونه | يبدو من التقوى بأبهى ملبس |
لم تأخذ الغفلات منه مقلة | سهرت لتنبيه العيون النعس |
هذا إناء الحكمة البر الذي | بيهاء أنوار المهيمن قد كسي |
بحر تدفق بالزلال وجاءنا | بأجل من در البحار وأنفس |
ذرب النهي برزت أهله فكره | فرمى خطوب الدهر عن مثل القسي |
ماضي البراعة حين نكس رأسها | عنت الصعاب لها برأس منكس |
يجلو الحقائق من ستور خفائها | كالصبح ينزع من قتام الحندس |
وإذا تصدر قائلاً في مجلس | ألفيت قساً ضمن ذاك المجلس |
وإذا ارتقى فوق المنابر خشعت | كلماته قلب الجماد الأملس |
وهديته كلما لقد يمنتها | بمقام محراب لديه مقدس |
لا زال يزدان الثناء بذكره | مثل الطراز يزين ثوب السندس |