بعزمك لذ إذا عز النصير
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بعزمك لذ إذا عز النصير | ولا يعبث بهمتك الفتور |
وأسهر في ظلام الخطب جفناً | له من فكره قمر منير |
ولا تكل الأمور إلى بنان | تكون لغيرها تلك الأمور |
فأصدق من سعى لك أنت فيما | تحاوله وأنت به الجدير |
وقد تلقى الأمور إلى غيور | ولكن ربما سئم الغيور |
أتم مناك ما تسعى إليه | بنفسك عامداً لا تستعير |
تناولت البدور ضياء شمس | فلم تستغن بالشمس البدور |
ولسنا الجاحدين لفضل قوم | لهم ما بيننا فضل شهير |
رجال أحسنوا صنعاً ولكن | بما في البيت صاحبه الخبير |
بني أمي أفيقوا من سبات | لطول زمانه سئم السرير |
إذا مضت الحياة على رقاد | تشابهت المضاجع والقبور |
معاذ الله من أمر عظيم | بغي إدراكه هم صغير |
فإن الأمر حيث غدا خطيراً | يرام ازاءه الجهد الخطير |
فقم بالأمر عن قلب سليم | يعاضد صدقه العزم الجسور |
ولا تذهب بك الأهواء يوماً | فراكب سبلها غاو عثور |
أرانا باللسان قد اشتبهنا | وما يجدي إذا اختلف الضمير |
لكل الطير أجنحة وريش | ولكن بينها ما لا يطير |
وأن الحق بين الناس شمس | على أفق العقول لها ظهور |
فمنه لأكبد الجهلاء نار | ومنه لأعين العقلاء نور |
فهبوا بالتعاضد يا لقومي | ليحسن من عواقبنا المصير |
ونظفر بعد طول عنا وجهد | بما سلبته أيدينا الدهور |
ونرفع للحضارة كل صرح | تمر به السحائب إذ تسير |
ألسنا من سلالة من تحلت | بذكرهم الصحائف والعصور |
وأبدوا في المعارف كل شمس | يزان بحسن بهجتها الأثير |
لنقف سبيلهم ونجد دهراً | بعزم لا يمل ولا يخور |
ولا نفخر بمجدهم قديماً | فذلك عندنا عار كبير |
أينشيء من تقدمنا المعالي | فإن بلغت أيادينا تبور |
كأني بالبلاد تنوح حزناً | وقد أودى ببهجتها الثبور |
يحن الأرز في لبنان شجواً | وتندب بعد ذاك المجد صور |
وتدمر في دمار مستمر | وما سكانها إلا النسور |
وأضحت بعلبك وليس فيها | سوى خرب لعزتها تشير |
تهاجمها الحوادث كل يوم | كما هجمت على الرخم الصقور |
فلو درت البلاد بما عراها | لكادت من تلهفها تمور |
فيا لله من حدث مريب | به تشجى المآقي والصدور |
ولذة أعين نامت ولكن | سيعقب نومها دمع حرير |
بكم وبسعيكم تبني المعالي | وينمي روضها الزاهي النضير |
فأنتم أهل نجدتها وإلا | فليس لها بغيركم ظهير |
وظل الدولة العظمى علينا | بادراك النجاح لنا بشير |
فذلك فوق دوح العدل غيث | وذلك حول روض العلم سور |