وداع والمودع خير راق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وداع والمودع خير راق | بهمته ذرى السبع الطباق |
ونأي والمفارق بحر علم | تدفقُ منه في الهند السواقي |
وطود رام في الآفاق ضرباً | وذلك من بديع الإتفاق |
أبٌ رؤوف بأهل العلم بر | شفوق بالقطين وبالأفاقي |
عماد الملك يا ابن السادة المشترين | المجد بالقضب الرقاق |
ورافع راية الأداب في الهند | لم ترفع بمصر ولا العراق |
أعن قصد نويت نوى شطوناً | بمن خلَّفت ممقرة المذاق |
لقد صاحبتنا زمناً طويلاً | وما عوّدتنا مضض الفراق |
فأثنت ألسن وحنت قلوب | ولم تبخل بصيبها المآقي |
لئن فارقتنا بالجسم فاعلم | بأنك في القلوب أجل وباقي |
فإن لك اليد البيضاء فيما | شرحت لنا من الحِكَم الدقاق |
وأيقظت المعارف من سبات | بها أودى إلى ضيق الخناق |
فأضحت باهتمامك والترقي | يباريها على قدم وساق |
عقلت أوابد الآداب فيها | وكانت قبل دائمة الأباق |
فشكرك راسخ في كل نفس | إلى أن تبلغ الروح التراقي |
ولا زلت المجلي إن جرت في | ميادين العلا جرد السباق |
وكن فيمن تركت قرير عين | فإن الكأس في يد خير ساقي |
إذا الحسن السراج تلا حسيناً | إلى أمد فأجدر باللحاق |
سيبني مثلما تبني ويسري | سراك فيرتقي أسمى المراقي |
إذا ما القوس في يد من براها | رأيت الصيد مشدود الوثاق |
ونسأله تعالى إذ قضى بالنوى | يقضى بتقريب التلاقي |
ونطلب منه تأييداً ونصراً | وتمكيناً برغم ذوي النفاق |
لسلطان البلاد الآصفي | الجواد المترع الدلو الدهاق |
ويحبوه الكريم مديد عمر | يبدد فيه غضراء الشقاق |
ويرفع شان نجليه امتناناً | بحرمة جاه ممتطىء البراق |