تذكرت عهدا للشباب الذي ولى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تذكرت عهدا للشباب الذي ولى | فصاب له تسكاب دمعي وانهلا |
وقلت وقد آنست بارقة الهوى | عهود الصبا يا ما ألذ وما أحلا |
إذ العيش غض والشبيبة روضة | أزاهرها تجنى وأنوارها تجلا |
عهود منى ألوى لجدتها المدى | وقلص من إيناسها ذلك الظلا |
وما كان إلا كالخيال لنائم | ألم ويا سرعان ما قوض الرحلا |
فلله من ضيف حميد مقامه | لدينا فلو طال المقام لما ملا |
نوى ظعنا قبل الوداع مبادرا | فجاد الحيا مثواه أن يتماحلا |
وخلفنا نأتي الرسوم فنشتكي | إليها وهل تشفي الرسوم جوى كلا |
ومما شجاني أن مررت بمكتب | فهيج وجدي للزمان الذي ولا |
وكم قدم قد أقدمت لغرامها | وخط على تعذيب مهجته دلا |
بعيد عن الأبصار سام مكانه | فلله ما أبهى ولله ما أعلا |
خميلة ذكر جادها واكف المنى | فمن حكمة تروى ومن آية تتلا |
وقد حل فيه من مهى الإنس فتية | أوانس لا يعرفن شيحا ولا رملا |
تراع من الوسمي إن كان ساقطا | عليها وتستخفي النسيم إذا اعتلا |
وليس لديها للعذار توقع | فترهب يوما عقربا منه أو صلا |
إذا ما بكى منهم لديغ لدرة | وجادت بدر الدمع مقلته النجلا |
وسال بصفح الخد در دموعه | رأيت شقيق الروض بالغيم قد طلا |
وما كان إلا أن وقفت فأسرعوا | يريشون من أهداب أحداقهم نبلا |
وهبوا إلى أعطافهم ولحاظهم | فكم صعدة هزت وكم صارم سلا |
رويدكم يا قوم إنا بنو الهدى | آآل كتاب الله لا تنسوا الفضلا |
قصارى منانا أن نفوز بنظرة | ونقنع من نيل الوصال بما قلا |
إلى الله أشكو ما ألاقي من الجوى | وبعض الذي ألقاه من لاعج أجلا |
ويالك من نفس إذا برقت لها | عهود الهوى قالت لوارده أهلا |
ومن نظرة دلت على جفني البكا | ومن خطرة نادت إلى قلبي الخبلا |
أبا جعفر جاريت كل معلم | ففت بنيه في طريقتك المثلا |
ويا حضرة أضحى أبو جعفر بها | فكان لها أهلا وكانت له أهلا |
بقيت كناسا للظباء ومربعا | جنابك لا يشكو عفاء ولا محلا |