أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل | ويسر الله ما تبغيه من أمل |
وساعدتك الدنيا فيما تؤمله | فاهنأ بسعد على الأيام متصل |
واحكم على الدهر وافعل ما تشاء به | فالدهر طوعك والأيام كالخول |
فما ذعرت ببدر غير مبتدر | ولا أمرت بأمر غير ممتثل |
ما لذة العيش إلا في علا وطلا | ووصل حب بلا صد ولا ملل |
خذها كمثل شعاع الشمس صافية | حمراء لا تستمع فيها إلى عذل |
من كف ساحرة الألحاظ فاتنة | حسناء تختال بين الحلي والحلل |
إذا رنت أو ثنت أعطافها مرحا | فالظبي في نظر والغصن في ميل |
وأنضر الروض أضحى وهو مصطبح | والغصن قد مال ميل الشارب الثمل |
حتى إذا الشمس مالت نحو مغربها | كأنها عاشق يبكي على طلل |
وحجب الليل عنا حسن منظره | بستر جنح من الظلماء منسدل |
لاحت إلينا شموس الحسن ساطعة | ولا سماء سوى الإستار والكلل |
وفي الوجوه لنا روض أزاهرة | من وردة الخد أو من نرجس المقل |
وخير ما ظفرت كف المحب به | خمر من الريق أو نقل من القبل |
فاستغم الأنس يوما إن ظفرت به | في دولة أصبحت من أسعد الدول |
أيام يوسف أعياد مجددة | ولى عن الخلق فيها الهم يوم ول |
وأصبحت كالربيع الطلق ضاحكة | إذ حل فيها حلول الشمس في الحمل |
فسار بالعدل في ورد وفي صدر | وراقب الله في قول وفي عمل |
أنواره في سماء العدل نيرة | تبدو وآثاره أسرى من المثل |
لازال في عزة تصفو مواردها | مبلغا كل ما يرجوه من أمل |