برِحتُ إلى الشّوق المبرِّح من قلبي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
برِحتُ إلى الشّوق المبرِّح من قلبي | وسلَّمتُ أمري في الغرام إلى رَبي |
وصانَعت الحاظ الظِّباء بمُهجتي | فما قبِلَت سِلمي ولا تركت حَربي |
إذا لامَ قلبي في الهَوى عيني التي | جنَتْ صرفت عني الملامَ إلى قلبي |
فلا تنكروا أن هزَّتِ الريحُ منكبي | وأذهلني وَجْدي عن الأهْل والصَّحب |
ففي سكْرة ِ الصَّهباء ما تعلمونَه | فكيفَ إذا انضافَتْ إلى سكرة ِ الحُب |
وبي من ظِباء الإنس رائقة َ الحُلى | وهبْتُ لها نفسي وملَّكتها لُبي |
صبوْتُ وما قلبي بأوَّل من صبا | لناطقَة ِ القُرْطين صامتَة ِ القُلْب |
إذا ما رنَتْ غارت بألحاظها الظِّبا | ومهما انثنَتْ غصَّت منعَّمَة ِ القُضْب |
شكوتُ لها داء الهوى فاشتكَتْ به | فأبكي لها من حُبِّها وهي من حُبي |
خليلي جرَّبت الهوى وخبرْتُهُ | فمُلِّيت علماً منه بالسهل والصعبِ |
وما عرفتْ نفسي ألذَّ من اللّقا | وأندى على الأكبادِ من ساعة ِ القُرْب |
وأحلى من العُتبى وأشهى من الرِّضا | إذا جاءَ من بعدِ القطيعَة ِ والعتْب |
سأذهبُ في اللذاتِ ملء أعنتي | وأُركضُ خيل اللهو في طلقٍ رحْب |
وإنَّ ودادي في الخليفة ِ يوسُفٍ | يكفِّرُ عند الله ما كان من ذنبِ |
سلالَة ِ أنصارِ الهُدى وحُماتهِ | ووارث حزبِ الله ناهيك من حِزْب |
محيًّا كمثل الشمسِ في رَوْق الضُّحى | وكفٍّ كما حُدِّثت عن واكف السُّحب |
يصاحبُه التوفيقُ في كل وِجهة ٍ | ويقدمُ منه الجيْشَ جيشٌ من الرُّعب |
به نظم الله الشّتاتَ فأصبحت | نفوسُ البرايا وهي آمنة ُ السِّرب |
فدامَ قريرَ العين في ظلِّ عيشة ٍ | تُنيف معاليهِ على رُتبِ الشُّهْب |
ولا برِحْت أيامُهُ وزمانُه | مآثرُها تحيا بها دولَة ُ العرب |