لمن القوام السمهري سنانه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمن القوام السمهري سنانه | ما أرهفت من لحظها أجفانه |
إن كان نازعك الهوى إنكاره | فمن الذي بعث الجوى عرفانه |
ظبي صوارم مقلتيه أسنة | فبناظريه ضرابه وطعانه |
لهج بكأس جفونه فقوامه | أبدا نزيف رحيقها سكرانه |
كفلت سلافة خده عن صدغه | ألا يفارق وردها ريحانه |
وبنفسي الرشأ المترجم طرفه | عن بابل هاروتها إنسانه |
لا وصل إلا ما تجود به النوى | من طيفه فوصاله هجرانه |
حكمته فقضى علي قضاؤه | وهوى الأحبة جائر سلطانه |
أدمى جفون الصب صب دموعه | سعة وضاق بسره كتمانه |
ضمن الفريق فراق أغصان اللوى | أفبينه ضمن الجوى أم بانه |
يا فضل ما للفضل هيض جناحه | فبدت زمانته وضاع زمانه |
قعد السماح به وكم من ناهض | ضاقت لبانته فضاق لبانه |
ومخلف ما كان يبلغ شأوه | لو لم يكن بيد القضاء عنانه |
ومروع سكنت خوافق أمنه | لولا جمال الدين عز أمانه |
من نال قاصية المطالب جوده | والغيث ما عم الربى هطلانه |
واستوعبت غرر الكلام فنونه | واستوسقت ثمر العلى أفنانه |
أذكى الأنام إشارة وعبارة | ما المرء إلا قلبه ولسانه |
ففروعه تنبيك عن أعراقه | وكفاك من خير النسيب عيانه |
وإذا أردت محله من فارس | فترق حيث سما به إيوانه |
شرف تفيأت الملوك ظلاله | وعلى على هماتها بنيانه |
ما أغمدوا سيف ابن ذي يزن به | إلا تقاصر عندها غمدانه |
جد تمكن في ذؤابة منصب | لو نالها العيوق جن جنانه |
فليبت مال الملك من عزماته | طماح طرف كفاية يقظانه |
يغدو عليه ثقيلة أكمامه | ويروح عنه خفيفة أردانه |
لا تخدع الأهواء ثاقب رأيه | والرأي مملوك عليه مكانه |
مستظهر بولاته فكفاتهم | نوابه وثقاتهم أعوانه |
يعدوهم تأنيبه ويخصهم | تهذيبه ويعمهم إحسانه |
وإذا انتضوا أقلامه لملمة | أبصرت من كتابه فرسانه |
ميثاقه حرم لخائف بأسه | يغنيك عن أيمانه إيمانه |
وقف الحساب عليه ركض إجابة | لا البرق يدركها ولا سريانه |