لو كان سرك للوشاة معرضا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لو كان سرك للوشاة معرضا | لم أغض من دمعي على جمر الغضا |
حاشى لودك في الحشى أن ينقضي | ولعهد حبك في الحشى أن ينقضا |
ما خاب من أسرت مواقع طرفه | فاستنجد الصبر المحب المبغضا |
خفيت على الواشي سرائر وجده | وإن استطار بها الغرام وأرمضا |
وسما الرقيب له فأغمض دمعه | صون الهوى في ناظر ما أغمضا |
ولربما أجرى غمام جفونه | برق أضاء له على ذات الإضا |
وبملتقى الأهواء جؤذر رملة | أقبلت ذاوله عليه وأعرضا |
شفع المواعد بالمطال مخافة | أن ينقضي أجل الوصال المقتضى |
ألف النوى فقضيت دون لقائه | ليلا تواكبه النجوم مفضضا |
حتى إذا نازلت فارس لحظه | ما زلت منه محاربا ومحرضا |
في معرك نضيت جفون ظباته | عن أعين كفت الظبى أن تنتضى |
يا قاتل الله النصال . . . | حدق الغواني ما أصح وأمرضا |
ولكم قصرت بكل قاصر طرفه | منها طراق الليل حتى قوضا |
واصلته متسرعا متمتعا | وجلوته متبسطا متقبضا |
باتت تنال يدي على رغم النوى | ما يقتضى منه وما لا يقتضى |
وإذا سقى فمه الرحيق مقبلا | حيا بتفاح الخدود معضضا |
ما اسود في يوم الصدود فإنه | يلقاك في ليل التواصل أبيضا |
هذا وكم جاريت في طلق الصبا | سلس القياد وكان صعبا ريضا |
عاقرت مبهم عتبه حتى بدت | غرر الرضاء على خلال أبي الرضا |
وعلى جلال الدين فرط مهابة | محض الكمال لها الجمال وأمحضا |
يزداد من كل السواد تحببا | حينا وما كل السواد مبغضا |
كالبحر ما بات الرجاء مناجيا | عنه المنى إلا أطال وأعرضا |
إن يهجع الوزراء لم ير عزمه | في الملك إلا ناهضا أو منهضا |
أو أعرض الكرماء عنك رأيته | متصديا لك بالندى متعرضا |
لو لم يكن لبنانه شيم الحيا | ما أزهر القرطاس منه وروضا |
ما أعرض المعنى المعنى حيلة | إلا ثناه مصرحا ومعرضا |
يعيي السعاة مراسلا ورسيله | ينضي الطروس مسودا ومبيضا |
ما جاش في صدر الملطف صدره | إلا ظننت الجيش قد ملأ الفضا |
تنداح دوحة مجده من معشر | ما زال طفلهم وزيرا مرتضى |
شرعوا على دين السماح شريعة | حمت المحارم أن تمس وتعرضا |
أمرت ونص على ابن أحمد أمرها | فوليت مردودا إليك مفوضا |
فأبى ارتياحك دون ذاك حمية | أن يستباح وغيره أن يرفضا |
ملك المساعي الغر لا يخشى الوفا | حاشى بناء العز أن يتقوضا |
آتاك فرعا منك حلق أصله | يأبى الذي رفع السما أن يخفضا |
فانهض بجدك قاطنا أو ظاعنا | واقطع بحدك مغمدا أو منتضى |
لا زال عزمك في الحوادث ماضيا | كالسيف مطبوع الغرار على المضا |
لهفي على زمن بقربك فاتني | يا ليتني استقبلت منه ما مضى |
بل ليت شعري كيف شعري بعدما | نغضت مكامنه لديك فأنغضا |
واخجلتا لسبيكة مسخوطة | إن لم تكن جليت على عين الرضا |
جاءتك راكضة لو أن عنانها | يندى بهيبتها الحيا أن يركضا |
كانت محجبة بفضل قناعها | حتى نضا عنها ارتفادك ما نضا |
فعلى علاك تبرجت معروضة | ألا تلفعت الخفارة معرضا |
ولئن أسمت الطرف في ميدانه | فلربما سبق المجل فأحمضا |
أهدى لها الشرف استماعك فادعت | نسب الرضي نباهة والمرتضى |
وحوت بقربك بعد غايات العلا | فقضى لها بالسبق أعدل من قضى |