سوابق عبرتي سحي وفيضي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سوابق عبرتي سحي وفيضي | وإن تعص الدموع فلا تغيض |
فقد أخذ الردى من كان مني | بمنزلة الشفاء من المريض |
وما وقي الردى بطعان سمر | وشد سوابق وقراع بيض |
أبا حفص ذهبت بحسن صبري | وبنت فبان عن عيني غموضي |
خلصت إلى النعيم وبي اشتياق | دفعت به الطويل إلى العريض |
فما أصبو إلى عب الحميا | ولا أهفو إلى نغم الغريض |
ذهبت فمن تركت لكل معنى | شديد اللبس بعدك والغموض |
ومن خلفت بعدك للمعمي | وللشعر المحكك والعروض |
ويا لرجاء نفس فيك أفضى | إلى نبأ بموتك مستفيض |
مصاب صاب بالمهجات فيضي | ورزء قال للعبرات فيضي |
فإن قصرت في البابين فاعذر | فقد شغل الجريض عن القريض |
شرقت بأدمعي وصليت وحدي | فها أنا منك في طرفي نقيض |
سقاك وجاد قبرك صوب مزن | يشق ثراه من روض أريض |
إذا استقري الحيا نحرت عليه | عشار المزن مرهقت الوميض |
وإن مسحت جوانبه النعامى | أعيرت نفحة المسك الفضيض |
فقدتك والشباب وريع فودي | بمرأى من مطالعه بغيض |
ألم بلمتي وذؤابتيها | فعوضهن من سود وبيض |
وقبلك ما التحت عودي الليالي | بناب من نوائبها عضوض |
فما فوجئت ذا قلب جزوع | ولا ألفيت ذا طرف غضيض |
ولكن قائلا يا نفس شقي | غمار الموت مقدمة وخوضي |
فما قعد الأنام عن المعالي | لعجزهم وحان بها نهوضي |
وما بلغ العلاء كشمري | قؤوم بالذي يعيي نهوض |
سأعملها هملعة دقاقا | تقلقل في الأزمة والعروض |
لها من كل مرقبة وفج | هوي القدح من كف المقيض |
فأما أخمص فوق الثريا | وإما مفرق تحت الحضيض |
فأشقى الناس ذو عقل صحيح | يعود به إلى حظ مريض |