بين أمر حلاوة العيش الشهي
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
بين أمر حلاوة العيش الشهي | وهوى أحال غضارة الزمن البهي |
وصبابة لا استقل بشرحها | عن حصرها حصر البليغ المدره |
أأحبتي إن غبت عنكم فالهوى | دان لقلب بالغرام موله |
أنهي إليكم أن صبري منتئ | بل منته والشوق ليس بمنته |
أما عقود مدامعي فلقد وهت | وأبت عقود الود مني أن تهي |
ولقد دهيت ببينكم فاشتقتكم | يا من لمشتاق ببينكم دهي |
ما زلت عندكم بأرخى عيشة | وبقيت بعدكم بعيش أكره |
أبدت دموعي منه ما لم أبده | وبدهت منه أسى بما لم أبده |
أما الهوى فأنا مدل عندكم | عوفيتم منه بقلب مدله |
أرعى نجوم الليل فيكم ساهرا | بنجوم دمع أوجها في الأوجه |
خطب الفراق شدهت منه وإنني | للنائبات أشدها لم أشده |
نظري إليكم كان إثمد ناظري | وبقيت أمري خلف جفن أمره |
وإذا ألم خيالكم متأوبا | لاقيته بتألم المتأوه |
في شوقكم أبد الزمان تفكري | وبذكركم عند الكرام تفكهي |
لو قيل لي ما تشتهي من هذه الدنيا | لقلت سواكم لا أشتهي |
ما كان أرفه عيشتي وألذها | من ذا الذي يبقى بعيش أرفه |
ومن السفاهة أنني فارقتكم | من أين ذو الحلم الذي لم يسفه |
وعقاب أيلة ما يفارق جلقا | أحد إليها غير غر أبله |
خلبت غروب الشأن مني غربة | في بلدة شأني بها لم ينبه |
مالي ومصر وللمطامع إنما | ملكت قيادي حيث لم أتنزه |
لا تنهني يا عاذلي فأنا الذي | تبع الهوى وأتى بما عنه نهي |
قد قلت للحادي وقد ناديته | في مهمة أقصر وصلت مه مه |
حتام جذبك للزمام فأرخه | فلقد أنخت إلى ذرى فرخشه |
قد لذت بالمتطول المتفضل المتكرم | المتحلم المتنبه |
نجح الرجاء جواب قصدي بابه | مهما هممت له بجوب المهمه |
ملك يجيب خطاب كل مؤمل | ويجير من عض الخطوب العضه |
من لم يجب بسوى نعم سؤاله | ولمعتفيه بلا ولن لم يجبه |
متكرم بالطبع لا متكره | شتان بين تكرم وتكره |
بيديه نجح المرتجي وإليه قصد | الملتجي ولديه رشد الأتيه |
إحسان ذي مجد وهمة محسن | محد وتقوى عابد متأله |
ما بارق ذو عارض من ودقه | ورعوده في نادب ومقهقه |
هام يظل الروض من أمواهه | في الزهر بين مذهب ومموه |
فالروض من حلل الربيع أنيقة | والروض من حلي الشقائق مزده |
أجدى وأسمح من يديه فجودها | عند الغيوث إذا انتهت لا ينتهي |
لا عز إلا عند عز الدين مولاي | الأجل أخي الفخار الأنبه |
يهب الألوف لمجتديه وظنه | أن قد حباهم بالأقل الأتفه |
أنتم بني أيوب أكرم عصبة | هذا الزمان بفخر سؤددهم زهي |
وأولو وجوه بل صدور من ندى | ماء البشاشة والسماحة موه |
عذبت مواردكم وطابت للورى | وصفت فلم تأسن ولم تتسنه |
ما يدعي ملك بلوغ محلكم | إلا تقول له مساعيكم صه |
والناصر الملك الصلاح هو الذي | إلا به اللزبات لم تتنهنه |
لاه عن اللاهي بديناه وعن | إعزاز دين الله يوما مالهي |
فاق الملوك على وإن لم يظفروا | منها بغير تشبث وتشبه |
إن الملوك تخلفوا وسبقتم | أين السوام من العتاق الفره |
راجيكم من داء كل ملمة | يشفى وعد سماحكم لم يشفه |
وعدوكم في مهرب لم ينجه | ووليكم في مطلب لم ينجه |
إن يجحد الشاني علاك فما ترى | إشراق عين الشمس عين الأكمه |
ولرب مجر رائع حملاته | وتخاله في الزحف سيل مدهده |
يقري العواسل من فرائس أسده | لحما بنار البيض مشعلة طهي |
متحت به قلب القلوب ذوابل | أشبهن أشطانا بأيدي مته |
فالأسمر العسال يحكي ناحلا | متلوبا من سقمه لم ينقه |
والأبيض الرعاف يشبه مدنفا | ألف الضنى وأصابه جرح صهي |
وهو الذي ترك العدى من رعبه | يوم اللقاء بصدمه في وهره |
بك أصبحت راياته منصورة | يا سيدا عنت الوجوه لوجهه |
لك في الشهامة والصرامة موقف | لصفاته إعجاز كل مفوه |
ما الصارم الهندي غير مكهم | والباسل الصنديد غير منفه |
وإذا عزمت تركت أعداء الهدى | ما بين هلاك وحيرى عمه |
يا حلف جود للغيوث مخجل | أبدا وبأس بالليوث مجهجه |
مولاي من مدحي سواك توجعي | وإليك من دون الملوك توجهي |
أهب الثناء لمجد بيتك طائعا | وأبيعه لسواك بيع المكره |
مدح الجميع موجه ومديحكم | في الصدق والإخلاص غير موجه |
يفديك مغرور الزمان بلهوه | ولهاه غرار السراب بلهله |
مولاي مصر أخملت قدري فكن | باسمي جزيت الخير خير منوه |
شرهي على العلياء جر معاطبي | أمن المعاطب كل من لم يشره |
ولقد تملى بالسعادة ذو غنى | عن شقوة المتطلب المتطله |
أين الكرامة للأفاضل عندكم | إن لم تكن عند الكرام فأين هي |
لبى نداء نداك لب رجائه | فازجر ملم اليأس عنه وانداه |
أعليت في مصر مكاني بعدما | خفقت به ولقدره لم يؤبه |
طلعت نجومكم الثواقب للورى | زهرا وإني كالسهى عنه سهي |
جبرت يد الإفضال منه كاسرا | من فضلي المتكسر المتكده |
عرف بعرفك منه ما لم يعرفوا | نبا وعن سنة التغافل نبه |
فضلي خلوت لأجله من حظوة | هي للأديب كنبت مرت أجله |
الفضل مشتعل بنار بلائه | والحظ مشتغل بأخرق أوره |
أعر التأمل فقه شعري منعما | لا يشعر الإنسان ما لم يفقه |
وتملها غراء جامعة لكم | في النعت بين تمدح وتمده |
يهتز ذو الحسنى لجلوة حسنها | وتجل عن تحسين كل مزهزه |
أفواه أهل الفضل ناطقة لها | بالفضل إن قيست بشعر الأفوه |
وإن العقول لهت لها فلأنها | محمية عن كل معنى لهله |
صهباء تودع سامعيها نشوة | وتعير عرف المسك للمستنكه |
فوليها بتشوق وتشوف | وحسودها بتشور وتشوه |
دم يا ابن شاهنشاه ملكا سيدا | متوشحا بالسؤدد الشاهنشهي |
متمليا بهرام شاه ممتعا | منه بندب سيد شهم شهي |
لو شاهد اليمني جبهة يمنكم | ما ظل مفتخرا بخيل الأجبه |