لا أوحش الله منك يا علم الدين
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا أوحش الله منك يا علم الدين | ندي الكرام والفضلا |
أعن قلا ذا الصدود أم ملل | حاشا العلى من ملالة وقلا |
هل جائز في العلى لرب على | أن يغتدي هاجرا لرب على |
كنت أخا إن جفا الزمان وفى | أو قطع الود أهله وصلا |
إن أظلمت خطة أضاء لنا | أو ظلم الخطب جائرا عدلا |
رفيق رفق لنا إذا عنف الدهر | وخلا يسدد الخللا |
صديق صدق مازال إن كذب السعاة | للأصدقاء محتملا |
فما الذي كدر الصفاء من الود | ولم يرو ورده الغللا |
فضلك روح العلى وهل بدن | من روحه الدهر واجد بدلا |
عذب بما شئت من معاتبة | أما بهذا الهجر الممض فلا |
في العمر ضيق فصنه منتهزا | في سعة الصدر فرصة العقلا |
أما كفى نائب الزمان على | تفريق شمل الألاف مشتملا |
ما بالنا ما نرى وإن كرموا | لا من الأصدقاء كل بلا |
إذا شعفنا بقرب ذي شعف | بقربنا قيل قد نأى وسلا |
زهدت فينا وسوف تطلبنا | رب رخيص بعد الكساد غلا |
إن كان في طبعك الملال من الشيء | فهلا مملت ذا المللا |
بعد كمال الإخاء تنقصه | فحاذر النقص بعد ما كملا |
كم صاحب قال لي ألست على | بلاء ودي تقيم قلت بلى |
كفى لخلي بدين خلته | مجدي وفضلي ومحتدي كفلا |
وكل علم لم يكس صاحبه | حلما تراه عطلا بغير حلى |
لحفظ قلب الصديق أجترع الصاب | وأبقي لكأسه العسلا |
إن أنكر الحق كنت معترفا | به أو اعوج كنت معتدلا |
أو قال ما قال كنت مستمعا | إليه بالقول منه محتفلا |
فضلك في العالمين ليس له | مثل وقد سار في الورى مثلا |
فأولنا الفضل يا ولي أولى الفضل | ولا تبغ حل عقد ولا |
يا علم الدين أنت علامة العلم | الجلي الأوصاف وابن جلا |
عرفني العذر في اجتراحك ذنب | الصد واحضر مستحييا خجلا |
وافضل جميلا هذ القضية بالعدل | وخل التفصيل والجملا |
واعذر جهولا إذا حسدت فما | صار حسودا إلا لما جهلا |
وجلت من هجرك المخوف فصل | واجل عن القلب ذلك الوجلا |
وابخل بودي يا سمح فالسمحاء الغر | صيد بودهم بخلا |
إن الكرام الذين أعرفهم | قد أوضحوا لي من عرفهم سبلا |
يسامحون الصديق إن زلت النعل | ويغضون إن رأوا زللا |
وهم خفاف إلى المكارم لي | لكنهم عن مكارهي ثقلا |
فكن من المرتجى غناؤهم | في صدق ودي وحقق الأملا |