استوحش القلب مذ غبتم فما أنسا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
استوحش القلب مذ غبتم فما أنسا | وأظلم اليوم مذ بنتم فما شمسا |
ما طبت نفسا ولا استحسنت بعدكم | شيئا نفيسا ولا استعذبت لي نفسا |
قلبي وصبري وغمضي والشباب وما | ألفتم من نشاطي كله خلسا |
وكيف يصبح أو يمسي محبكم | وشوقكم يتولاه صباح مسا |
عادت معاهدكم بالجزع دراسة | وإن معهدكم في القلب ما درسا |
وكنت أحدس منكم كل داهية | وما دهانا من الهجران ما حدسا |
لما هدت نار شوقي ضيف طيفكم | قريته بالكرى أذرار مقتبسا |
ورمت تأنيسه حتى وهبت له | إنسان عيني أفديه فما أنسا |
أنا الخيال نحولا فالخيال إذا | ما زارني كيف يلقى من به التبسا |
لهفي على زمن قضيته طربا | إذ لم أكن من صروف الدهر محترسا |
عسى يعود شبابي ناضرا ومتى | أرجو نضارة عود للشباب عسى |
وشادن يغرس الآساد ناظره | فديته شادنا للأسد مفترسا |
في العطف لين وفي أخلاقه شوس | يا لين عطفيه جنب خلقه الشوسا |
إن بان لبس مضينا لاجئين إلى الفتى | الحسام بن لاجين بنابلسا |
يميت أعداءه بأسا ونائله | يحيي رجاء الذي من نجمه أيسا |
ممزق المازق المنسوج عثيره | وقد محا اليوم ليل النقع فانطمسا |
لا زلت مستويا فوق الحصان وفي | حصن الحفاظ ومن عاداك منتكسا |
قل للمليك صلاح الدين أكرم من | يمشي على الأرض أو من يركب الفرسا |
من بعد فتحك بيت القدس ليس سوى | صور فإن فتحت فاقصد طرابلسا |
أثر على يوم انطرسوس ذا لجب | وابعث إلى ليل أنطاكية العسسا |
وأخل ساحل هذا الشام أجمعه | من العداة ومن في دينه وكسا |
ولا تدع منهم نفسا ولا نفسا | فإنهم يأخذون النفس والنفسا |
نزلت بالقدس فاستفتحه ومتى | تقصد طرابلسا فانزل على قدسا |
يا يوم حطين والأبطال عابسة | وبالعجاجة وجه الشمس قد عبسا |
رأيت فيه عظيم الكفر محتقرا | معفرا خده والأنف قد تعسا |
يا طهر سيف برى رأس البرنس فقد | أصاب أعظم من بالشرك قد نجسا |
وغاص إذ طار ذاك الرأس في دمه | كأنه ضفدع في الماء قد عطسا |
ما زال يعطس مزكوما بغدرته | والقتل تشميت من بالغدر قد عطسا |
عرى ظباه من الأغماد مهرقة | أدما من الشرك رداها به وكسا |
من سيفه في دماء القوم منغمس | من كل من لم يزل في الكفر منغمسا |
أفناهم قتلهم والأسر فانتكوا | وبيت كفرهم من خبثهم كنسا |