الدين في ظلم لغيبة نوره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الدين في ظلم لغيبة نوره | والدهر في غم لفقد أميره |
فليندب الإسلام حامي أهله | والشام حافظ ملكه وثغوره |
ما أعظم المقدار في أخطاره | إذ كان هذا الخطب في مقدوره |
ما أكثر المتأسفين لفقد من | قرت نواظرهم بفقد نظيره |
ما أعوص الإنسان في نسيانه | أو ما كفاه الموت في تذكيره |
من للمساجد والمدارس بانيا | لله طوعا عن خلوص ضميره |
ومن ينصر الإسلام في غزواته | فلقد أصيب بركنه وظهيره |
من للفرنج من لأسر ملوكها | من للهدى يبغي فكاك أسيره |
من للخطوب مذللا لجماحها | من للزمان مسهلا لوعوره |
من كاشف للمعضلات برأيه | من مشرق في الداجيات بنوره |
من للكريم ومن لنعش عثاره | من لليتيم ومن لجبر كسيره |
من للبلاد ومن لنصر جيوشها | من للجهاد ومن لحفظ أموره |
من للفتوح محاولا أبكارها | برواحه في غزوه وبكوره |
من للعلى وعهودها من للندى | ووفوده من للحجا ووفوره |
ما كنت أحسب نور دين محمد | يخبو وليل الشرك في ديجوره |
أعزز عل بليث غاب للهدى | يخلو الشرى من زوره وزئيره |
أعزز علي بان أراه مغيبا | عن محفل متشرف بحضوره |
لهفي على تلك الأنامل إنها | مذ غيبت غاض الندى ببحوره |
ولقد أتى من كنت تجري رسمه | فضع العلامة منك في منشوره |
ولقد أتى من كنت تكشف كربه | فارفع ظلامته بنصر عشيره |
ولقد أتى من كنت تؤمن سربه | وقع له بالأمن من محذوره |
ولقد أتى من كنت تؤثر قربه | فأدم له التقريب في تقريره |
والجيش قد ركب الغداة لعرضه | فاركب لتبصره أوان عبوره |
أنت الذي أحييت شرع محمد | وقضيت بعد وفاته بنشوره |
كم قد أقمت من الشريعة معلما | هو منذ غبت معرض لدثوره |
ولبست رضوان المهيمن ساحبا | أذيال سندس خزه وحريره |
وسكنت عليين في فردوسه | حلف المسرة ظافرا بأجوره |